طالب بتحيين القوانين للسماح بتنمية محلية حقيقية: رئيس بلدية حجرة النص محمد أحفير يعرض الحصيلة السنوية لعام 2018 أمام مواطنيه هذا الجمعة 28 ديسمبر

29 ديسمبر, 2018

التقى رئيس بلدية حجرة النص بمواطنيه ظهيرة هذا الجمعة 28 ديسمبر، لعرض الحصيلة السنوية لنشاط المجلس الشعبي البلدي لسنة 2018.

بعد الاستماع للنشيد الوطني إفتتح محمد أحفير اللقاء بحضور العشرات من سكان بلديته ومسؤولين عن حزب التجمع من أجل الثقافة و الديمقراطية RCD، الذي ينتمي إليه رئيس البلدية، ومدعوون بالإضافة إلى أعوان الحماية المدنية بالقاعة المتعددة النشاطات.

استهل كلمته محمد أحفير بالترحيب بالحضور الذي تميّز بتنوعه من مختلف الفئات العمرية، منوّها بهذه العادة السنوية التي انطلقت منذ وصوله إلى رأس البلدية منذ 11 سنة، كما اعتبرها من توجيهات الحزب الذي ينتمي إليه.

..يعرض حصيلة للإطار المعيشي

تطرق رئيس بلدية حجرة النص بداية إلى نقاط مهمة و المتمثلة في الماء الشروب و النظافة و الكهرباء و الطرقات، حيث أبدى إرتياحه في هذا الجانب، بقوله أن البلدية قدمت خدمات لا بأس بها، ما عدا حي واحد فقط وهو “حي قعوب جلول” و الذي أكد بأن تهيئته جيدة إلا أن هذا لا يمنع من تحسينه في السنوات القادمة .

أما بالنسبة للطريق الجنوبي الذي تمّ ترميمه في سنة 2009 إهترء نوعا ما بسبب الشاحنات ، حيث ستكون عملية ترميمه ضمن البرامج القادمة، وهذا بغية تحسين الإطار المعيشي لسكان البلدية. و في ذات السياق تحدّث عن اقتراح تهيئة ساحة 5 جويلية أو ساحة الميناء كما تعرف ، هذا من أجل تحسين هذا الفضاء الذي تقصده عديد العائلات من مختلف البلديات. وعن الماء الشروب تكفلت به مؤسسة سيال منذ2013 حيث أكد أن عملية تزويد السكان بالماء الشروب قد تحسن مقارنة بما مضى ، وما يعاب على المؤسسة –يضيف المتحدث- تأخرها في إصلاح التسربات التي تحدث في قنوات المياه داخل المدينة، مما يحدث إزعاج للمواطنين ، إلا أن المؤسسة وعدت بتحسين خداماتها في الأيام القليلة القادمة .

وفيما يخص الإنارة العمومية فهي تسير بطريقة جيدة ولا تعاني من أي نقص أو عراقيل، بل أثنى على المواطنين لإبلاغهم عن أي عطل يحدث على مستوى البلدية.

نوّه أحفير محمد عن عقد المجلس الشعبي البلدي لعدة جلسات و التي قدرت بـ 54 مداولة في تسع جلسات خلال سنة كاملة، و تمت المصادقة عليها باستثناء ثلاثة مداولات لم يصادق عليها. وتتعلق هذه الأخيرة بالتنمية و انشغالات المواطنين في مختلف الميادين .

و لدى تطرقه للجانب الاجتماعي أحصى عديد النشاطات التي احتضنتها و برمجتها البلدية بالتعاون مع الجمعيات المحلية، أهمها إحياء رأس السنة الأمازيغية بتنظيم سهرة محلية وتقديم عرض مسرحي، كما تم إحياء اليوم الوطني للشهيد حيث وزعت مفاتيح للمستفيدين من السكنات الإجتماعية بحي 100 مسكن الجديد، و قال أيضا أن البلدية خصّصت ميزانية للتكفل بالعائلات المعوزة خلال شهر رمضان، التي قدرت بمجموع 175 عائلة من بينها 135 عائلة بذات البلدية، و 40 عائلة من بلدية سيدي سميان ويندرج هذا ضمن عملية التضامن بين البلديات.

كما خصّصت مبلغ 800 ألف دينار لإقتناء المحافظ المدرسية و لوازمها قدمت مع الدخول المدرسي لتلاميذ مدرسة “جموعي تسعديت ” و الذي قدر عددهم بـ250 تلميذ، حيث حضي كل واحد منهم بمحفظة مجهزة باللوازم المدرسية، و تحفيزا للتلاميذ من مختلف الأطوار التعليمية الثلاثة تمّ تكريم المتفوقين منهم للسنة الدراسية 2018/2017 . دون نسيان الجمعيات الناشطة التي إستفادت هي الأخرى من إعانات مالية.

مشاريع منجزة . . . في طريق الإنجاز و أخرى قيد الدراسة

تحدث محمد أحفير عن البرامج التنموية التي أنجزتها البلدية من ميزانيتها الخاصة أو عن طريق برنامج التنمية المحلية (PCD) أو صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية (FFCL) والمشاريع المسجلة عن طريق الاقتطاع لميزانية البلدية، وتتلخص أهمها في توسيع مقر البلدية و إنجاز سوق بلدي للتخفيف من معانات المواطنين بالتنقل للبلديات المجاورة لاقتناء حاجياتهم، وكذا تهيئة الواجهة الشرقية.

أضاف ذات المتحدث قائلا أن المشاريع الجديدة تتلخص في تسوية ديون ctc لإنجاز مجمع مدرسي، ودراسة خبرة لمدرسة “جموعي تسعديت”، وكذا انجاز وتركيب الطاقة الشمسية و تهيئة ساحة القاعة المتعددة النشاطات، إضافة إلى ترميم الملعب البلدي، و اهتماما لصحة المواطن هناك دراسة لتهيئة و توسيع قاعة العلاج، وكذا إنجاز قاعة متخصصة للرياضات.

كما ذكّر بـ 100 وحدة سكنية التي تمّ توزيعها في 18 فيفري 2018، و في نفس السياق تحدث عن 50 مسكن اجتماعي يقام قرب الملعب البلدي، و50 وحدة سكنية أخرى مقابل وحدة الحماية المدنية، كانت مخصصة للقضاء على السكن الهشRHP، لكن بعد القضاء على السكن الهش نهائيا في البلدية أُدرجت هذه الحصة ضمن السكن الاجتماعي .

أضاف قائلا أن هناك اقتراحين فيما يخص 100 وحدة سكنية و 70 وحدة سكنية تم اقتراحهما للبيع بالإيجار، و البلدية بصدد إنتظار الرد من السلطات المعنية.

..يرى ضرورة تغيير قانون البلدية ..فالنظري لا يتطابق مع الميدان

عبّر رئيس بلدية حجرة النص محمد أحفير عن إستيائه الكبير من بعض القوانين السارية، التي تُسيّر البلدية فهي تتنافى والواقع المعاش، و تعتبر عائقا في وجه رؤساء البلديات في تسيير العديد من المشاريع، موضحا ذلك في التجربة التي خاضها رؤساء المجلس الشعبي البلدي بالدورة التكوينية، والتي كانت مفيدة جدا غير أنّه لاحظ وجود هوّة كبيرة بين النظري و ما هو موجود على أرض الواقع، إذ أن القوانين الحالية في غالب الأحيان تُعيق التنمية المتوخاة، وتتعارض مع الخطاب الرسمي الذي يحثّ البلديات على ايجاد سُبل التمويل الذاتي وفتح مجال الاستثمار، كما هي عاجزة عن إيجاد حلول للعديد من المشاكل التي تتخبط فيها البلديات.

أوضح رئيس البلدية أن جلّ المشاكل الموجودة في الواقع لا تتماشى مع النظري، و يردف قائلا أنه إقترح ضرورة تغيير هذه القوانين الجوفاء، وكان قد طرح هذا الإشكال على مستوى حزبه و المنتخبين على المستوى الوطني.

يرى ضرورة إيجاد حل لسد العجز و الخلل في تلك القوانين التي من شأنها أن تعيق مسار التنمية في العديد من البلديات، و للتوضيح قدّم مثالا بتطرقه للمدة الزمنية المحددة في بعض العقود الاستثمارية التي تلزم صاحبها بالتخلي عنها عند انقضاء الفترة المحددة و التي تكون غالبا قصيرة، ومثاله على ذلك تحديد المدة الزمنية بسنة واحدة فقط لكراء بعض المناطق السياحية مقابل مبلغ يقدر حوالي 227 مليون سنتيم للسنة الواحدة فقط، ثم يتخلى عنها المسير عند انقضاء المدة الزمنية، فهذا عائق كبير للمستثمرين مما جعلهم يتهربون من الإستثمار بسبب هذه القوانين التي تحدد المدة الزمنية، فلا يعقل أن يقدم المستثمر هذا المبلغ ثم يتخلى عنه في عام واحد فقط، دون استرجاع حتى رأسماله يضيف أحفير.

في مجمل قوله أعاب على القوانين التي لا تعطي الصلاحيات الواسعة للمجلس الشعبي البلدي و التي تعيق النهوض و السير بعجلة التنمية المحلية.

..سيجتمع قريبا بشباب البلدية للنظر في ظاهرة الحرقة و الأولوية لمن فشلوا في الحرقة

أعرب رئيس بلدية حجرة النص عن قلقه الشديد و إستيائه الكبير من ظاهرة الحرقة التي اجتاحت الجزائر و مسّت بعض شبان البلدية، حيث صرح بالأرقام أنّ هناك حوالي 30 شاب قام بالهجرة غير الشرعية من بلدية حجرة النص ما يعتبره نقطة سوداء في البلدية، و لهذا السبب يعزم على إيجاد حلول للحد من الظاهرة.

سيقوم بمبادرة تعدّ الأولى من نوعها في المنطقة وتجربة جديدة على رئيس البلدية إذ سيعقد اجتماعا خاصا بالشباب لمعرفة الأسباب التي تؤدي بهم للحرقة . وهو يتأسف كرئيس بلدية على الظاهرة و يعتبر الرقم الذي أدلى به مخيف ويعتبره رقما كبيرا بالنسبة للبلدية، حيث ندّد و أكد على ضرورة التحرك للقضاء على الظاهرة.

وعد رئيس البلدية بإيجاد حلول للظاهرة على مستوى بلديته، كما سيعمل على توفير مناصب شغل للشباب البطال .

ميساء هواري