ANEP: PN2500008

سكّان دوّار عياش أعالي سيدي غيلاس يشتكون الإقصاء والتّهميش ويطالبون والي تيبازة بالتدخّل

يشتكي سكّان دوار عياش أعالي سيدي غيلاس منذ سنوات الإقصاء والتهميش، دون أن تتحرك عجلتهم للتنمية المحلية، وبكثير من المعاناة بمنطقة تفتقد اليوم لأدنى ضروريات العيش الكريم، ولم تعلن استقلالها بعد من ناحية ربطها بمختلف الشبكات الحيوية، فلا ماء شروب وصل إلى البيوت لينهي أزمة عطشهم، ولا غاز طبيعي يدخل الدفئ لمنازلهم في عزّ الشتاء، ولا أعمدة تسهّل عملية تزوّد الكثيرين منهم بالكهرباء، ولا حتى طرقات ومسالك صالحة للسير فيها دون عناء، حكاية مواطنين خرجوا عن صمتهم في تصريحات لشرشال نيوز، معلنين أنّ العيش بدوار عياش في سيدي غيلاس، بات صعبا ومنهِكا بمثل هكذا حرمان وإقصاء، بل ومتحدّثين عن أسوء عهدة إنتخابية للسلطات المحلية..!!.

والي تيبازة مطالب بزيارة معاينة وتفقد لظروف عيش سكان دوار عياش أعالي سيدي غيلاس

وعبّر سكّان دوار عياش عن تذمّرهم وسخطهم الشديدين تجاه السلطات المحلية لبلدية سيدي غيلاس، جراء عدم الإلتفاف إليهم بمشاريع للتنمية المحلية، رغم التعليمات الواضحة لرئيس الجمهورية” عبد المجيد تبون” لفائدة مناطق الظل، والقاضية بفك العزلة عنهم في مختلف المجالات والقطاعات، والتي ضربت حسبهم عرض الحائط دون تجسيدها، مطالبين والي ولاية تيبازة “أبوبكر الصديق بوستة”، بالتدخّل وبشكل عاجل، والقيام بأول زيارة له لهذا الدوّار المنكوب والمنسي من طرف سلطات بلدية سيدي غيلاس، واكتشاف عن قرب مدى صرف النظر عنهم وتركهم يتنفسون هواء المعاناة بمنطقة تفتقد لضروريات العيش الكريم.

هي حكاية مواطنين يعانون الأمرّين بدوار عياش أعالي سيدي غيلاس، كمنطقة ظل لم تتحرّك إلى يومنا السلطات المعنية لأجل إخراج قاطنيها من ظلّها، بذكريات سنوات مضت، عرفوا فيها جانبا من الإعانات الريفية، والقيام ببناء منازل بقيت معزولة لافتقادها للطرقات، في ظل الوضعية الكارثية للمسالك المؤدية إليها، وغرقهم في الأوحال عند سقوط الأمطار شتاء، خاصّة بالنسبة للتلاميذ، المصطدمين أيضا بافتقادهم للنقل المدرسي، فلولا النقل الخاص ببلدية سيدي سميان عن منطقة غردوس، لبقي أبنائهم المتمدرسين، يعانون في الوصول إلى مقاعدهم البيداغوجية طيلة السنة الدراسية.

افتقادهم لمختلف الشبكات الحيوية زاد من معاناتهم وفك العزلة عنهم مرهون بتجسيدها حسب الأولوية

وبالحديث أكثر عن أزمة العطش التي تعصف بسكّان دوار عياش أعالي سيدي غيلاس، فيقتصر تزوّدهم بهذه المادة الحيوية، على بعض الينابيع المتفرّقة، واقتناء صهاريج بأثمان باهضة، فحتى النساء يضطررن للخروج من منازلهن للحصول على قطرات لا تسمن ولا تغني من جوع، وبحلول موسم الصيف، إزدادت معاناة المواطنين وأكثر بالنسبة لمربّي بعض المواشي، أمّا شبكة الغاز، فباتت بالنسبة لقاطني دوار عياش حلما متوقفا عند حدود قارورات غاز البوتان، أزمة غاز يقابلها أزمة كهرباء لانعدام أعمدتها لتسهيل ربطهم بها، فأغلب العائلات تزوّدها بالكهرباء من مسافات طويلة عبر الأعمدة القديمة، مع غيابٍ للإنارة العمومية ليلا، أين يعيشون كالخفافيش، ولسانهم يتحدث عن الحڨرة والتهميش، وما زادهم عزلة على عزلة، هو التذبذب في شبكة الهاتف النقال، وصعوبة الإتصال والتواصل بين الأفراد لقضاء حوائجهم المستعجلة، يحدث هذا بدوار عياش في زمن الرقمنة وتكنلوجيات الإعلام والإتصال.

الداخل إلى دوار عياش أعالي سيدي غيلاس، يدرك جيّدا حجم معاناة سكّانه المفتقدين لضروريات العيش الكريم، ما يجعله ذات أولوية لزيارته في أقرب الآجال من طرف والي ولاية تيبازة “أبوبكر الصديق بوستة”، كأوّل مرة، والعمل على إنهاء معاناتهم تجاه أزمة المياه بدفع السلطات المحلية لتخصيص صهاريج متنقلة لسقي مواطنيها، أو إقرار مشروع يربطهم بمياه سد كاف الدير، والوقوف أيضا على وضعية شبكتهم للطرقات والكهرباء والغاز، بذكريات سنوات من الترقّب والإنتظار، في ظل الوعود التي أسموها بالكاذبة لمسؤوليهم المحليين، داعين أيضا رئيس دائرة شرشال” احمد عيسى”، بتحمّل هو الآخر كامل المسؤوليات تجاه دوار عياش، باعتباره واحد من الدواوير المنسية، وفك العزلة عنه مرهون بتجسيد جملة من المشاريع التنموية وحسب الأولوية، في مقدمتها أزمتي المياه والطرقات…

سيدعلي هرواس