ANEP: PN2500008

زاحموا الأموات حتى في طريقهم لمثواهم الأخير: من موقف خاص بسيارة الجنائز إلى باركينغ بمحيط مسجد الرحمن بشرشال!

هكذا زاحم الأحياء الأموات في طريقهم لمواثهم الأخير بشرشال، بعدما حوّل المواطنون الموقف الخاص بسيارة الجنائز بمحيط مسجد الرحمن إلى “باركينغ”، عبر التوقف العشوائي بسياراتهم هناك دون الأخذ بعين الاعتبار عواقب ذلك خاصة بالنسبة لأهالي الميت، الذين يجدون صعوبة كبيرة في ايجاد مكان يكون الأقرب لبيت الله، قصد اخراج ميتهم وتوجيهه إلى مقصورة المسجد للصلاة عليه، وغالبا ما يكون على حساب خلق حركة مرورية خانقة عند مدخل النساء، لافتة كتب عليها باللغة العربية الفصيحة ” موقف خاص بسيارة الجنائز”، بل وشكلت بفتحات لم تستطع اقناع الأحياء بفتح الطريق للأموات….

ظاهرة خرق قانون هذه اللافتة التي وضعت بمحيط مسجد الرحمن بشرشال لتسهيل توقف سيارات الجنائز، تفشت في الأشهر الأخيرة وأصبحت عادة استحسنها السائقون كمكان مسموح ومنصوح به لقضاء حوائجهم اليومية، فبعدما كانت هذه المساحة محاطة بحواجز حديدية وضعت بالتنسيق مع أمن دائرة شرشال، ليتم الإستغناء عنها اضطرارا لتعرضها للكسر والتخريب، قبل أن يخرج إمام مسجد الرحمن الشيخ “بن عامر بوعمرة” عن صمته هذا الجمعة 14 جوان، منوها بالتجاوزات التي تحدث بالموقف الخاص بالجنائز، ومستغربا أنها عادة ما تكون بأياد تتوقف فيه عشوائيا قصد الصلاة!!، داعيا الجميع للتحلي بالوعي وبروح المسؤولية لتفادي الفوضى وعرقلة حركة المرور جراء سلوكات، غالبا ما تكون في أوقات الظهر والعصر بل وموافقة لحضور موكب جنائزي للمسجد، حينها يختلط الحابل بالنابل ويصبح أمر توقف سيارات الجنائز أشبه للمستحيل، فبين لافتة واضحة وضوح معانيها الحضارية وبين إصرار هؤلاء على تجاوزها مادام الميت في طريقه لمثواه الأخير، سلوكات ومفاهيم لابد أن تصحح قبل أن تتعمم …فقد تأتي أيام سيعود فيها أصحاب هاته المركبات للتوقف هناك ولكن …محمولين على سيارات الجنائز قضاء وقدرا، ليكبر عليهم أربعا لوفاة الإحساس بالآخرين في نفوسهم….

سيدعلي.ه‍