ANEP: PN2500008

حمّى مشاكل المدارس الابتدائية بولاية تيبازة تنتقل إلى المساجد: الشيخ “بن عامر بوعمرة” يسلّط الضوء على الموضوع.. ينتقد الوضع المتعفن واللاآمن بشدة.. ويدعو سلطات البلاد لرد الاعتبار للتلاميذ

دارت الأيام مؤخرا بما لا يحبّه التلميذ عبر مختلف المدارس الابتدائية بولاية تيبازة، حين وجد نفسه يدرس بمؤسسات تربوية تشتكي وضعها المتعفّن وأبوابها المفتوحة للجميع في غياب الحارس النهاري، والأخطر من ذلك تلك التي تتواجد على خطوط الموت إرهابا للطرقات وبعيدا عن السلامة المرورية للأطفال، ليواصل بذلك المعنيون منذ انطلاق موسمهم الدراسي 2017/2018 ارتداء ثوب المغامرة تحت رداء “الدراسة”، والحائل…مناصب قيل عنها مجمّدة ويستحيل توظيف طالبيها بحجج تقشفية، لتنتهي عقود الكثيرين تباعا دون تجديدها…ما عبّد طريق المتمدرسين نحو واقع تربوي بحاجة ماسة إلى إسعاف، حقيقة لم يرد لها امام مسجد الرحمن بشرشال الشيخ “بن عامر بوعمرة” أن تمر مرور الكرام، واضعا بدرس هذا الجمعة 2 فيفري النقاط على الحروف، ومتحدثا بلسان حمّل الرعاة مسؤولية رعاياهم.

الشيخ “بن عامر بوعمرة” تحدث في بداية كلامه عن الحملة التي اختتمها قبل أيام شباب مسجد الرحمن بالمدارس الابتدائية، والتي كان الهدف منها ترسيخ مبدأ احترام التلميذ للمعلم، الوالدين ونظافة البيئة والمحيط، شاكرا مديرية التربية لولاية تيبازة على منحهم لترخيص يسهل عملية استهداف العقول وتنويرها، ولم يستثني المدراء والمعلمين من الثناء والتقدير كأسرة تربوية ولمجهوداتهم المبذولة بالميدان، واضعا يده بالجرح حين راح يستعرض بعض المواقف الحقيقية التي صاحبت أجواء هاته الأيام، مؤكدا انتقالهم من واجب تعليمهم وتكوينهم الى تنظيف قاعات تدريسهم ومراحيضهم، ناهيك عن الحراسة النهارية كهاجس حقيقي لدى الأولياء المتخوّفين على سلامة الأبناء، منتقدا وبشدة المصالح المعنية في أعلى هيئة للبلاد، نظير تحجّجها بالمناصب المجمّدة استجابة للإجراءات التقشفية، قائلا “التقشف غير على الڨليل وهل هذا حل باه يعمرو الخزينة، الأموال تبذّر هنا وهناك ..والتلميذ في الابتدائي اليوم يرى نفسه محڨور، ويرى معلمته تنظف قسمه المتسخ”.

إذا لم نهتم بالأبناء في هذه المرحلة بالذات ونقدم لهم الوقت والجهد الكافي سيكون لنا جيل سنندم أننا قصرنا في حقّه

واصل ذات المتحدث حديثه منوها بضرورة تدخل مستعجل لكافة الجهات لضمان موسم دراسي نظيف وآمن، مقدما مثالا للعديد من المدارس الابتدائية بمقاطعة شرشال وما يعانيه التلاميذ فيها جراء ذلك، مؤكدا أن التقصير في حق هؤلاء دون إعطائهم الوقت والجهد الكافي سيتم الحصول على جيل لا ينفع بوجوده الندم، وسيفتح باب الحرڨة على مصراعيه..”إذا لم نهتم بأبنائنا في هذه المرحلة بالذات ونقدم لهم الوقت والجهد الكافي سيكون لنا جيل سنندم أننا قصرنا في حقه، بعدها يقولك الحرقة …يجب معالجة هذه الظواهر التي لا يكفي أن تعالج بالفتوى، والذي يصح هو البحث في أسباب الحرقة…وأحيي الأسرة التربوية على تضحياتها الجسام”.

“كيف نقنع اليوم هذا التلميذ بحب الوطن والتضحية في سبيله؟”

في ظل هذه الأوضاع المزرية التي يعيشها تلاميذ الابتدائي بالوسط المدرسي، تساءل إمام مسجد الرحمن الشيخ “بن عامر بوعمرة” حول كيفية إقناعهم بحب الوطن والتضحية لأجله، معترفا بالقدرات الذهنية للكثيرين منهم ويحتاجون للرعاية والاهتمام فقط، “هي مرحلة مهمة في حياة التلميذ وأنا فخور لأن بمدارسنا جيل بقدرات رائعة ويجب الاهتمام به، لقد عشنا آلام ونحن نجوبها تباعا في إطار حملتنا التحسيسية، وأتمنى أن تصل رسالتي الى أعلى هيئة في البلاد، للنظر في الحلول المستعجلة وفتح باب توظيف هذا الصنف من العمال بمؤسساتنا التربوية”، مختتما كلامه داعيا الأولياء لتفقد أحوال أبنائهم والاتصال والتواصل بالمدراء، موجها رسالة للذين فتح الله عليهم بالمال قصد التنسيق مع السلطات المحلية حول قضية تخصيص أجور لفائدة عاملات النظافة، مقابل رد الاعتبار لمدارس تشتكي حالتها المتعفّنة.

سيدعلي.هـ