حمّلوا رئيسة دائرة قوراية المسؤولية: قائمة السكنات العمومية الإيجارية بمسلمون تُخرج الرجال..النساء والأطفال للاحتجاج وسكان حي باب الواد أبرز المتضررين
عاشت بلدية مسلمون نهار هذا الثلاثاء 5 جوان أجواء غير مستقرة ومشحونة، صنعتها القائمة الاسمية للسكنات الاجتماعية التي كشفت عنها السلطات المحلية صبيحة الاثنين 4 جوان بمجموع 132 وحدة سكنية، قائمة كانت بمثابة القطرة التي أفاضت كاس معاناة القاطنين هناك، بعدما غابت عنها أسماء المتضررين المعنيين بالقضاء على السكن الهش (RHP)، في مشهد طالبوا فيه والي تيبازة “موسى غلاي” بالتدخل شخصيا قصد إلغائها، ومحاسبة لجنة الإحصاء تحت إشراف رئيسة الدائرة “فاطمة الزهراء شويطر”، والتي حمّلوها مسؤولية اختيار أسماء لا تستحق الاستفادة، ولا تتوفر فيهم الشروط الكافية والوافية للظفر بسكنات قيل عنها “حقوق مهضومة”.
الساعة كانت تشير إلى التاسعة صباحا…حينها تحرك الجمع المحتج رجالا ونساء صوب مقر البلدية، رافعين شعارات ترفض القائمة السكنية جملة وتفصيلا، وبجعبة كل واحد منهم حكاية مسلسل معاناة طال بطول الإفراج عنها منذ سنوات، ليفاجئوا بها تستثنيهم وتقصيهم في عز شهر رمضان المبارك، بل معمّقة جراح سكان البيوت القصديرية الهشة بالخصوص (حي باب الواد، الحي السفلي، أحياء 50، 60 و 100 سكن)، ناهيك عن العزاب وضحايا الإرهاب…في وقت تعالت فيه أصوات لتؤكد الغياب الكلي لرئيس البلدية “سداوي محمد”، كعضو مهم في لجنة السكن وكمنتخب يمثل مواطنيه بالمنطقة، هذا الأخير رفض التصريح بالمناسبة لشرشال نيوز قائلا “ما نقدر نقولك والو ..أنا كنت غائبا عن لجنة السكن..ورئيسة الدائرة هي المسؤولة”.
في ظل هذه الظروف المشحونة وتعالي أصوات المطالبة بإلغاء القائمة الاسمية المعلن عنها، وكذا حضور رئيسة الدائرة وتدخل والي الولاية في الموضوع، قرر النساء (حي باب الواد) نقل غضبهن من محيط المنازل الهشة إلى الطريق الوطني رقم 11 غلقا إياه، قبل أن يلتحق بهن الأطفال والرجال مستعينين بالصخور وأغصان الأشجار، في مشهد لم تشهد مثله البلدية خاصة بتواجد العنصر النسوي في ميادين غلق الطرقات !!، مؤكدين أن “الموس وصل للعظم” وأنه آن الأوان لتطهير الإدارة العمومية من “سياسة المحاباة في توزيع السكنات”، ليتم فتحها مؤقتا بعد 20 دقيقة استجابة لقائد فرقة الدرك الوطني بقوراية، والتمسك بأمل حضور رئيسة الدائرة المطلوبة بمسلمون…وعلى استعجال.
الحدث استقطب حشودا أخرى تضامنت مع المعتصمين رجالا ونساء، شيوخا وأطفالا، الذين عادوا لينقلوا احتجاجهم أمام مقر البلدية، ومنه العودة للحوار “بلغة أغصان الأشجار والنار”…كما تنقل ممثلو أحياء بلدية مسلمون مشكلين فريقا صوب مقر دائرة قوراية، للاستفسار مع رئيستها “فاطمة الزهراء شويطر” حول القائمة السكنية، أين أكد ممثل المعتصمين دفاعها عن خياراتها وقناعتها بالأسماء المرشحة للاستفادة من السكنات الاجتماعية، ورفضت حسبه إدراج العزاب فيها ..ليبقى حسب ما اتّفق عليه الجميع الاعتصام مفتوحا ومرشحا للتصعيد في انتظار استجابة الوالي موسى غلاي لمطالبهم، القاضية بإلغاء القائمة وحل اللجنة المكلفة بإعدادها نهائيا واستخلافها بأخرى عادلة وذات مصداقية.
هكذا استثنت القائمة السكنية بمسلمون عائلات تقطن بين الحشائش والأحواش وبأكواخ لا تصلح لعيش الإنسان
هكذا استثنت القائمة الاسمية للسكنات الاجتماعية المعلن عنها مؤخرا ببلدية مسلمون، عائلات تقطن بين الحشائش والأكواخ ..بل لا تصلح لعيش الإنسان، واقع مزري مزج بكثير من الحسرة والتذمر لحقيقة إقصائهم المر منها، فلا قنوات للصرف الصحي، ولا طرقات صالحة للمشي فيها صيفا وشتاء، ولا إنارة ليلا تغنيهم عناء المبيت بالبيوت كالخفافيش، أكواخ تعود لسنوات يتنفس قاطنوها بداخلها المعاناة…كلها مشاهد رصدناها من حي باب الواد، كواحد من الأحياء المتضررة بشكل رهيب ويحتاج إلى التفاتة سريعة للمصالح المعنية، وتهميشهم من باب إرضاء أطراف أخرى يعتبرونه هروبا من المسؤولية تجاه أناس، يريدون الخروج من أزمة السكن التي يعيشونها حاليا منذ سنوات، عبر دراسة جميع الملفات ومعاينتها حسب الأولويات بعيدا عن الحقرة والتهميش…
سيدعلي.هـ
