حضره “حراڨة سابقون” وطلبة جامعيون وثانويون: المجلس الشعبي الولائي لتيبازة ينظم يوما تحسيسيا حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية بشعار “لا للحرقة.. مستقبلك في وطنك

نظّم المجلس الشعبي الولائي لتيبازة، يوما إعلاميا وتحسيسيا حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية، هذا الثلاثاء 12 نوفمبر، بقاعة المحاضرات لمقر الولاية، بالتنسيق مع مديريات الشباب والرياضة، التربية الوطينة، الشؤون الدينية، الإدراة المحلية، التشغيل، حراس السواحل، الأمن الولائي، الدرك الوطني، الحماية المدنية. وبحضور مدراء تنفيذيين، رؤساء دوائر وبلديات، نواب بالبرلمان، وأعضاء من المجلس الشعبي الولائي، وإطارات ولائية لمختلف الهيئات، وأئمة، وجمعيات عديدة من ممثلي المجتمع المدني عبر ولاية تيبازة.
اليوم التحسيسي، نشّطه المكلف بالإعلام لدى المجلس الشعبي الولائي سمير بطاش، حيث استهله بكلمة ترحيبية عارضا برنامج هذا الحدث، ليتدخّل رئيس المجلس رشيد كوراد بكلمة، ثمّن فيها المقدرات التي تحتوي عليها الجزائر، والامكانيات المتاحة للشباب، التي لا يمكن أن توفرها لهم أيّة جهة أخرى، فيما اذا حسن استغلالها، فظاهرة الحرقة هي نتيجة “تشييء الإنسان” وتجريده من انسانيته يضيف رشيد كوراد.
ومن جهته، حرص والي تيبازة محمد بوشمة على توجيه كلمته إلى فئة الشباب الحاضرين بقوة بقاعة المحاضرات من طلبة المركز الجامعي مرسلي عبد الله وبعض المؤسسات التربوية لتيبازة، ليعلن عن الانطلاقه الرسمية نيابة عن وزير الفلاحة والصيد البحري شريف عوماري، الذي حضر أجواء افتتاح أشغال هذا اليوم، كنقطة من نقاط الزيارة التي قادته إلى ولاية تيبازة هذا الأربعاء.
برنامج اليوم التحسيسي، تخلّلته عدّة مداخلات تناولت جوانب عديدة من ظاهرة الحرقة، خصوصا من الجانب الاجتماعي، حيث تداول عديد الأساتذة على المنصة، لطرح أسباب الهجرة غير الشرعية، واستنباط النتائج التي تؤدي إلى هذه المغامرة الانتحارية، على غرار الدكتورة لذرع نبيلة، والدكتورة بوحية وسيلة، والدكتور فؤاد حطاب، الذين قابلوا طلبتهم في قاعة المحاضرات بشروحات مستفيضة، ووجهات نظر متعددة الأوجه، حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية، والأسباب التي تؤدي بالشباب غلى ركوب “زوارق الموت”.
شدّ ممثّل حراس السواحل، انتباه الحاضرين بتقديم نظرة عن هذه المصلحة التابعة للبحرية الوطنية، التي تسهر على الأمن العمومي في البحر، عارضا النصوص القانونية الوطنية والدولية التي تحكم نشاطها، وتمارس خلالها صلاحية القوة العمومية للدولة على المياه الإقليمية. كما قدّم ممثل حراس السواحل نماذج واقعية لبعض العمليات التي تدخلت فيها هذه المصلحة في عرض البحر.
كما تدخل ممثلا الدرك والأمن الوطنيين، عرضَين مهام كل هيئة في مجال الوقاية بالدرجة الاولى وإحباط عمليات الهجرة غير شرعية، لتجنيب الشباب المعني من مغامرة الموت في عرض البحر.
مدير التشغيل لولاية تيبازة، تدخل بدوره أمام الطلبة الحاضرين عارضا الإمكانيات المتاحة، وفرص النجاح التي لا يعرفها أغلب الشباب، حيث توفّر الدولة عدة إمكانيات للسماح للشباب بالولوج إلى عالم المقاولتية، وتأسيس مقاولات صغيرة في مختلف المجالات، تمسّ حتى طلبة العلوم الانسانية التي أصبح سوق العمل الخاص بهذه الشُعب ضيّقا، واضعا معظم المتخرجين منها في سوق البطالة.
نجم هذا اليوم التحسيسي، كان شابا من أحمر العين، حراقا سابقا، روى أمام الحضور مغامرته للوصول إلى الضفة من المتوسط، في عمليتين، غير أنّ القدر أنقذه من الموت، ليستعيد أنفاسه بإرادة قوية للعيش بنجاح في الجزائر، وأشاد هذا الشاب بقرار السماح للشباب للاستفادة من السكن، حيث كان أحد المستفيدين في قائمة أحمر العين، معربا على إرادته في مواصلة الاجتهاد لحل مشاكله في الجزائر.
كما ضمّ بهو قاعة المحاضرات التي احتضنت الحدث، معرضا لنماذج شبانية ناجحة منها مؤسسة لمحمد عواد من بلدية مراد مختصة في تربية النحل واستخلاص الزيوت النباتية والزيوت الأساسية. وكذا مؤسسة “خيرو طاكسي” لخير الدين بولفعة من شرشال، الذي فرض نجاحه في مجالات عديدة، ليصبح نموذجا للشاب الناجح بولاية تيبازة.
وللإشارة، تتواصل الأشغال لليوم الثاني، هذا الأربعاء بالمركز الجامعي مرسلي عبد الله من خلال محاضرات ومداخلات يلقيها أساتذة جامعيون وأخصائيون، تتناول مختلف جوانب ظاهرة الهجرة غير الشرعية، التي تعمل كافة السلطات للحد منها بتوفير وسائل العيش الكريم للشباب وتحسيسهم بمخاطرها.
ش.ن