جمعية بلومبرا تواصل حلقاتها الثقافية لفائدة المواطنين: “المقهى الأدبي” لمدينة شرشال يستضيف الوزير الأسبق “كمال بوشامة” ويناقش موضوع “حياة الأمير عبد القادر وأثاره بدمشق”

تواصل جمعية بلومبرا بشرشال سلسلة نشاطها الثقافي “المقهى الأدبي” ولفائدة المهتمين بهذا المجال، مستهدفة بمشروعها الطموح عديد الفئات العمرية… تنويرا للعقول وتصحيحا للمفاهيم، في محاولة حقيقية للنهوض بقطاع الثقافة بالمدينة، وفسح المجال لجيل اليوم للتعرف أكثر على مختلف المواضيع الهادفة، والتي تسعى من خلالها لإشراك المجتمع المدني ودفعه للالتفاف حول هاته المبادرات مشاركة وإثباتا للوجود، في حلقة ثانية أشرف عليها الوزير الأسبق للشبيبة والرياضة “كمال بوشامة” بفندق سيزاري لمجمع نسيب أمسية هذا السبت 14 أفريل، بعد محاضرة أولى ألقاها البروفيسور “أحمد جبار”، وسط حضور مميّز لعديد الوجوه المعروفة بالمنطقة لمتابعة موضوع من عمق التاريخ الجزائري الحافل بالانجازات “حياة الأمير عبد القادر وآثاره بدمشق”.
الحدث حضره نائب رئيس البلدية “خالد عبدي” ممثّلا للسلطات المحلية، وتمّ افتتاحه بالوقوف دقيقة صمت ترحّما على أرواح شهداء الواجب الوطني ضحايا سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك الأربعاء الماضي 11 أفريل، قبل أن تتبعها قصيدة شعرية لعضو جمعية “مبادرة youth” الطالب “شيباني ضياء الدين”، متغنيا فيها بالوفاء للشهداء ومعزيا بها عائلات الضحايا، أما التلميذة “بن خالد مريم” فأرادت إثبات وجودها هي الأخرى بقصيدة سلطت فيها الضوء على العلامة “عبد الحميد ابن باديس”، ومناسبة هذا الكلام باقتراب ذكرى يوم العلم 16 افريل، إضافة إلى مشاركة لخرّيج مركز التكوين المهني والتمهين تخصص طلاء..زخرفة وكتابة “جديد أسامة”، بلوحة فنية حول الزخرفة العربية الإسلامية.
الوزير الأسبق للشبيبة والرياضة راح يستعرض أبرز الخصال والصفات الرجولية والوطنية لمؤسس الدولة الجزائرية “الأمير عبد القادر”، خصوصا وأنّ كمال بوشامة على دراية مستفيضة بحياة الأمير عبد القادر كونه كان أول من أعلن عن مشروع فيلم يتناول سيرة الأمير عبد القادر لما تولّى سنة 2007 منصب محافظ “الجزائر عاصمة الثقافة العربية”، كما أنّه تولى منصب سفير الجزائر بسوريا فهو على معرفة بالبلد الذي أقام فيه الأمير مرحلة هامة من حياته، ما جعله يُحلّق بضيوف بالموبرا إلى لحظات هامة من حياة الأمير عبد القادر مُعرّجا على أهم مواقفه من دمشق.
وبعدها شكر القائمين على هاته المبادرة من مؤطرين ومشرفين عليها (منسق اللقاء الأدبي ومسؤول الإعلام الدكتور “رشيد بلحسن”، ياسين بن مخلوف، جمعية الراشيدية، جمعية مبادرة youth، فندق نسيب، BLEU GREEN.EVENT، فتحي شناوي، خير الدين بولفعة ، فراس بن مقدم، ناصر ملحاني و عبد القادر بحيري)، متحدثا عن شخصية جزائرية استثنائية نالت ثناء وتقدير الحكماء والأمراء في عصرها، وهو القائل “لو جمعت فرنسا سائر أموالها وخيّرتني بين أن أكون ملكا أو عبدا أو حرّا أو فقيرا معدما لاخترت أن حرّا فقيرا”.
واصل ذات المتحدث حديثه منوّها باللحظات الأخيرة لأمير الجزائر الذي وفاته المنية بأرض الشام في 26 ماي 1883، ومن دمشق قدّم دروسا حول الوطنية والوفاء للوطن حين قال “سأرجع إلى بلدي حاملا السلاح أو محمولا”، معتبرا إياه رجلا عظيما في الإسلام لما قدّمه في سبيل ذلك خاصة ما تعلق بتكوين الطلبة والنضال، ليفتح بعدها نقاشا أثرى الموضوع وانتهى على وقع تكريمات رمزية للمشاركين في “المقهى الأدبي”، أين كرّم بالمناسبة الوزير الأسبق “كمال بوشامة” والذي حمّل الأولياء بالدرجة الأولى، مسؤولية جيل يجهل تاريخ أبطال صنعوا مجد هاته الأمة، منوّها بدور المدرسة والأسرة في دفع الأبناء منذ الصغر للاهتمام والبحث حول شخصيات تاريخية عملاقة…
سيدعلي.هـ