ANEP: PN2500008

جدرانها كلها أمثلة وحكم تدعو للأخلاق وحب الوطن: مدرسة الشهيد “تبرقوقت محمد” بسيدي غيلاس نموذج حقيقي لمعاني التربية والتعليم

تعتبر مدرسة الشهيد “تبرقوقت محمد” بحي 18 فيفري في سيدي غيلاس نموذجا حقيقيا لمعاني التربية والتعليم، فالداخل إليها يدرك جيدا حجم المجهودات الكبيرة التي يقوم بها طاقمها الإداري والتربوي، للخروج بجيل يحفظ الأمثلة والحكم الرامية لغرس مبادئ الثورة التحريرية المباركة، وكذا الثقافة البيئية وطبيعة المعاملات والعلاقات الأسرية، وهو ما لاحظناه جيّدا داخل وخارج هذا الصرح التربوي الذي أثنى عليه كثيرا الأولياء، فبعض الجدران كتبت فيها آيات قرآنية للتذكير بالأذكار وفوائد الاستغفار، وبشعارات الحفاظ على البيئية والمحيط، والدعوة لتعلم العلم، والعبر الهادفة لترسيخ الروح الوطنية بالنفوس.

أفكار عديدة أرادها مدير مدرسة “تبرقوقت محمد” السيد “مفتوح عبد النور” أن تكون لها أثر في نفوس التلاميذ، أين راح منذ إشرافه عليها في عملية رد الاعتبار لها، مستهدفا عقول المتمدرسين، وتحريكها للتفكير بطريقة ايجابية تجاه هذه الصور والحكم، ويريد منهم الاستجابة لها بطريقة ميدانية تجعلهم مثالا وقدوة للآخرين، فحتى ساحة المدرسة قام برسمها ألعابا لفائدة هؤلاء، لحظة الخروج لفترة راحة تكون ممزوجة بمختلف النشاطات الثقافية والرياضية، والأكثر من ذلك جدران فيها من أحرف اللغة العربية ما فيها وأمكنة مخصصة لوضع معاطف التلاميذ، ولا يزال يسير بمشروعه التربوي الذي لقي استحسانا كبيرا لدى سكان حي 18 فيفري بسيدي غيلاس، فكان لهم اقتراح آخر بتجسيده خارج أسوار المؤسسة فأبهر الراجلين وخطف أنظار مستعملي السيارات.

مشروع نشر ثقافة العلم وبر الوالدين وحب الوطن لم يتوقف فقط داخل هذه المدرسة النموذجية، دروس يتلقاها التلاميذ من طرف أساتذتهم يوميا، ودروس أخرى أرادها احد المواطنين أن تكون صورا بالجدار الخارجي للمدرسة، فكرة تمت مناقشتها مع السلطات المحلية لبلدية سيدي غيلاس ومدير المؤسسة، فكانت النتيجة حضارية وبعيدة عن المعهود، تحت إشراف الرسام والفنان “العباسي حسن” وبأياد تخرجت من مدرسة الفنون الجملية بمستغانم، وتتمنى من المصالح المعنية مساعدته للحصول على “بطاقة فنان”، خاصة بعد توقفه مضطرا عن التكوين في فترة تربصه هناك مكتفيا حاليا بشهادة التسجيل، إلا أنه أبان عن قدرات كبيرة في مجال الرسم والفنون التشكيلية، ولوحاته الجدارية استحقت الثناء والتقدير، مواصلا عملية رسم المساحات المخصصة لذلك والمعبّرة عن محطات تاريخية مضت كتاريخ الفاتح من نوفمبر والخامس من شهر الاستقلال “جويلية”، وصولا للدعوة إلى طاعة الوالدين والتحلي بأخلاق النظافة، ووجوه تاريخية أخرى ستكون ضمن مخطط رسمه أمثال الأمير عبد القادر والعلامة “عبد الحميد ابن باديس”، لتبقى مدرسة الشهيد “تبرقوقت محمد” بسيدي غيلاس نموذجا حقيقيا يجب على المدارس الأخرى الاقتداء بها، من نواحي عديدة كالانضباط واحترام الوقت والتربية الأخلاقية في إطار “الثقافة العامة للتلاميذ”

سيدعلي.هـ