تحقيق/ نقاط مياه جافّة لإخماد الحرائق بولاية تيبازة ! ومصالح الري وسيال مطالبة بتوفير الماء للتصالح مع رجال الإطفاء

عرفت غابات ولاية تيبازة منذ حلول موسم الاصطياف لسنة 2019 جملة من الحرائق، والتي أتت على الأخضر واليابس مهدّدة الثروة الحيوانية والنباتية، ليرتفع سقف مسؤوليات المصالح المعنية لبذل جهود إضافية، والوقوف قدر المستطاع حاجزا أمام ألسنة لهب مفتعلة لأهداف قيل عنها شخصية وعلى حساب الطبيعة، حرائق هنا وهناك دفعت بالمصالح المعنية على رأسها الحماية المدنية لدق ناقوس خطر استهداف الغطاء النباتي بالمنطقة، مع تسجيل حالة تأهب قصوى لأي عملية إطفاء تستدعي وجود مختلف الإمكانيات المادية والبشرية، ومنه مقاومة كل الصعوبات والعراقيل التي تقف حائلا أمام السرعة في التدخل وإخماد الحرائق.
الحماية المدنية بالجهة الغربية لولاية تيبازة تعاني من مشكل رهيب في نقاط التزوّد بالمياه لإخماد الحرائق
في وقت تكون فيه النيران تلتهم الأخضر واليابس في الغابات، تكون وحدات الحماية المدنية تكافح بشاحناتها للإطفاء، هكتارات لا يمكن إنقاذها إن لم يكن هناك مسالك تسهل عملية ولوجها الى هناك، وغيابها بغاباتنا جعلها تكون ضمن قائمة الصعوبات التي تواجهها ذات المصالح، كما تعتبر نقاط المياه بالنسبة للحماية المدنية هاجسا حقيقيا عند كل حريق، وتزوّد شاحناتها بذلك لا يكون إلا بالدخول في رحلة البحث عن مصادر غالبا ما تكون جافة !، خزانات مياه لم تعد مصالح مديرية الري تتحمل كامل مسؤولياتها تجاهها، وحرصها على أن تكون ممتلئة لتزويد شاحنات الإطفاء بسلاح الماء أصبح في خبر كان، جفاف يسهل بطريقة أو بأخرى طريق النيران نحو غاباتنا بالجهة الغربية في ظل تقاعس الإدارة، ناهيك عن الوقت الكبير الذي يقضيه رجال الحماية في البحث عن مصادر أخرى للماء، مشكلة مطروحة لدى أغلب الوحدات ومديرية الري لولاية تيبازة مطالبة بالتصالح مع الطبيعة بتوفيرها لهذه المادة، وما عاشته منطقة الرابط في قوراية وسيدي بن يوسف في مسلمون ليلة السبت الماضي، أكّد حجم معاناة عناصر الحماية المدنية في إيجاد المياه والتقليل من حدة الخسائر.
أموال كبيرة صرفت على الشبكة الرئيسية للحرائق في شرشال ولكن… !!
وفي شرشال …تعتبر الشبكة الرئيسية للحرائق أو ما يسمى بـ “أعمدة الحريق”، موجودة منذ سنوات عبر مختلف النقاط العمومية والأحياء، أين صرفت عليها أموال كبيرة كمبدأ أمان المواطنين لحظة وقوع الحرائق، ليعصف بها الفساد إهمالا وتقصيرا دون استغلالها بما ينهي معاناة أعوان الحماية المدنية في التزود بالماء، شبكة مهمّة تم تجسيدها بالميناء، حي المهام، السوق البلدي وغيرها من النقاط الحساسة والتي تعرف حركية نوعية للمواطنين، لتجف أنابيبها الرئيسية لحظة انقطاع الماء استجابة للتذبذب الرهيب في توزيع المياه بالمنطقة، أنابيب جافة لم تعد تقدّم خدماتها التي وضعت لأجلها في السنوات الأخيرة، ولن تكون سلاحا فعالا حالة اندلاع حريق بالسوق البلدي، الميناء أو حتى المجمعات السكنية، ما يعني ضرورة إعادة النظر في هذه الشبكة المهملة من طرف شركة المياه والتطهير “سيال”.
خزانات مياه جافة ومصالح “الري” مطالبة بتوفير الماء والتصالح مع رجال الإطفاء
الحرائق الكثيرة المندلعة بشكل عشوائي بغابات ولاية تيبازة خاصة في المناطق البعيدة والنائية، واشتعالها في وقت واحد وتوافق ذلك مع مشاكل نقاط المياه وغياب المسالك، يجعل مصالح الحماية المدنية والغابات في مهمة صعبة للدفاع عن الطبيعة وممتلكات المواطنين، نقاط مياه جافة دائما ما تقحم رجال الإطفاء برحم المعاناة، في وقت لا يمكن فيه الاستعانة بمياه البحر لإمكانية تعطيلها للمضخة المتواجدة بهذه المركبات، أما “سيال” فمطالبة بإعادة جريان المياه إلى “أعمدة الحرائق” مثلما كانت عليه سابقا، ونجاح مجمل تدخلات الإطفاء مرهون بتوفير الماء كسلاح من أسلحة الحماية المدنية بقلب المدينة أو خارجها.
سيدعلي هـرواس