ANEP: PN2500008

بمقبرة شرشال وككلّ سنة: عائلة سعدون تقف وقفة ترحّم على أرواح معدومي 28 نوفمبر 1956

ككل سنة تقف فيها عائلة “سعدون” بشرشال وقفة ترحّم على أرواح شهدائها الأبرار، وذلك استذكارا لتاريخ بقي خالدا إلى يومنا هذا 28 نوفمبر 1956، حين سقط هؤلاء الأبطال بميدان الحرية وبإياد استعمار فرنسي غاشم، أعدمهم بالرصاص دفعة واحدة بعد عملية عسكرية نفذها آنذاك عناصر جيش التحرير الوطني، توّجت باغتيال معمرين “جون فونت jean fonti ” و “جول متر “jules maitre   مع إصابة دركي، أما رد الجيش الفرنسي فكان عبر عملية تمشيط واسعة النطاق، من خلال حشد مئات الأشخاص عند عائلة سعدون، لأجل إعدامهم انتقاما من العملية الفدائية التي سبقت ذلك اليوم، ليقع اختيارهم على تسعة ضحايا تم قتلهم ببرودة وهم “سعدون حمود، بحرية محمد المدعو باقي، شملي عبد القادر، سعدون حسين، دادوا امحمد، شملي مولود، سعدن نور الدين، رياض عبد القادر، بن عبد الله مولود المدعو سرجان.

معدومو شرشال 1956 بأعالي الثانوية الجديدة، هم أبطال خلدتهم الثورة الجزائرية في سجل التضحيات الجسام، فلم يركعوا ولم يرضخوا للاستعمار الفرنسي رغم بشاعة معاملته للجزائريين، لتحلّ الذكرى الـ 63 لرحيلهم، في وقفة ترحّم عاشتها مقبرة شرشال صبيحة هذا السبت 30 نوفمبر، بحضور عائلات شهداء سعدون و رياض، الأمين الوطني والمكلف بالشؤون الاجتماعية “يوسف خوجة”، رئيس مندوبية المجاهدين لدائرة شرشال “بريش أحمد”، ممثلي الجمعية التاريخية والثقافية “حصن شرشال” (“ياسين بن مخلوف” و الباحث “ناصر ملحاني”، والتي رافقت عائلات الشهداء المعنيين بهذه المناسبة، وشاركتهم حدث وقوفهم بحكم دورها البارز مؤخرا في تثمين والحفاظ على التاريخ ورموزه، وسط أجواء رفعت فيها الأيادي قراءة لسورة الفاتحة من طرف الشيخ “عشران محمد”، بكثير من الدعوات لمن قدموا الكثير من التضحيات، في سبيل أن تعيش الجزائر حرة مستقلة بعيدا عن القيود الفرنسية.

كلمات ومداخلات حملت معها الكثير من الثناء والتقدير، افتتحها أحد أفراد عائلة سعدون (نور الدين)، والذي أشاد بدوره بما قام به هؤلاء الشهداء بعد عملية فدائية كلّلت بسقوطهم في ميدان الشرف، أسماء ضحّت لأجل الجزائر وهاهو جيل الثورة وجيل الاستقلال يخلد ذكراهم، في يوم أكد فيه رئيس مندوبية المجاهدين لدائرة شرشال “بريش أحمد”، أنه سيسعى بالتنسيق مع السلطات المحلية لوضع معلم ونصب تذكاري بالمكان الذي سقطوا فيه (أعالي الثانوية الجديدة)، فيما أبدى الأمين الوطني والمكلف بالشؤون الاجتماعية “يوسف خوجة” تحسّره لوضعية العديد من مقابر الشهداء، داعيا إلى الالتفاف حولها من باب الرعاية والاهتمام، قبل أن يفترق الجميع وكلّهم أمل في تخليد هذه المناسبات الوطنية، باعتبار أن منطقة شرشال واحدة من المناطق التي قدّمت مئات التضحيات في أزيد من 600 شهيد، رحم الله شهدائنا الأبرار وأسكنهم فسيح جنانه.

سيدعلي.هـ