ANEP: PN2500008

بعد أخذ ورد حول طبيعة الأشغال بالساحة الرومانية لشرشال: الاستقرار على الإسمنت المطبوع بمحيط المساحات الخضراء..البلاطات المصنفة خط أحمر ونحو الاكتفاء بكراسي إسمنتية

احتضن مقر دائرة شرشال في اليومين الأخيرين الثلاثاء والأربعاء 2 و 3 أفريل اجتماعين استثنائيين، لمناقشة أشغال تهيئة الساحة الرومانية لبلدية شرشال، والتي انطلقت قبل أيام تحت إشراف مقاولة “جلول سعيداني”، وأثارت الكثير من التساؤلات والانتقادات خاصة بعدما استفاق سكان المدينة، على وقع التثبيت العشوائي للأعمدة الكهربائية (تحت الأشجار ووسط المساحات الخضراء)، فيما خرج رئيس ديوان السياحة “محمد قرشي” عن صمته منتقدا وبشدة طبيعة الأشغال، واصفا إياها عبر شرشال نيوز بالكارثة وداعيا السلطات المحلية للتدخل فورا قبل تحويل الساحة الى مهزلة حقيقية، فكان له ما أراد حين تمت إعادة النظر في شبكة الإنارة بالاستغناء عن المصابيح الزائدة، والتركيز فقط وبالدرجة الأولى على الأروقة التي يسلكها الراجلون ليلا…

الاجتماع الأول، تمّ بحضور رئيسي دائرة وبلدية شرشال “جمال أوزغلة” و”زين الدين باكلي” على التوالي، مدير الثقافة ،مكتب الدراسات، مقاولة الانجاز ممثلة في رئيسها “جلول سعيداني”، ممثل عن مديرية البناء والتعمير، وممثلي المجتمع المدني ومختصين في الآثار على غرار الأستاذ “عبد القادر بن صالح”، الأستاذ “حمزة محمد شريف”، الأستاذ “معمر حمزة”، الطبيب “شناوي”، ورئيس ديوان السياحة “محمد قرشي”، هذا الأخير ومن دون مقدمات دافع بشراسة عن الساحة الرومانية العريقة، مؤكدا أنها جميلة بطبعها وإدخال عليها تغييرات جذرية سيكون تحطيما لطابعها التاريخي، متحدثا عن الطريقة العشوائية في تثبيت الأعمدة الكهربائية قبل أن يعاد النظر فيها، متسائلا إذا ما كانت استهزاء بمواطني مدينة شرشال أو محاولة هدم الساحة، ومشدّدا على ضرورة تفادي استعمال الاسمنت المطبوع (béton imprimé) فوق البلاط القديم، والذي يتناسب وطبيعة الساحة التاريخية العريقة…

النقاش المفتوح بين ممثلي المجتمع المدني والسلطات المحلية والمصالح المعنية، توصّل بعد أخذ ورد إلى قرار الاستغناء عن الاسمنت المطبوع بالنقاط الحساسة للساحة الرومانية، وكذا نزع الحواف الإسمنتية التي وضعت مقابلة للمتحف العمومي الوطني، والاكتفاء فقط برتوشات خفيفة تحفظ الساحة من زوال بريقها التاريخي، وهو الأمر دافع عنه كذلك رئيس البلدية “جمال أوزغلة” مشاورة مع أهل الاختصاص بعلم الآثار، واستماعا لمدير الثقافة ولأفكار واقتراحات “الهاشمي يوسف” عن مكتب الدراسات وممثل عن البناء والتعمير، إلا أنهم لم يقتنعوا مبدئيا بفكرة الاسمنت المطبوع بالساحة العمومية، واقتراح كراسي تكون مصنوعة من مادة “الفونت” عوض اللوح، تفاديا لسرقة أجزائها مثل ما حدث مؤخرا بالكراسي الحالية، اقتراح قد يتم تجاوزه حالة التأكد من عدم وجود هذا النوع من المقاعد، والاستقرار على كراسي إسمنتية صلبة ستفرض طريقة جلوس حضارية دون وضع الأقدام أو الاتكاء عليها، وهو ما تأكد بعد الزيارة الميدانية للساحة التي قاموا بها أمسية هذا الأربعاء 3 أفريل بحضور مديرة البناء والتعمير لولاية تيبازة “حكيمة حمزة”، والتي بدورها انتقدت نوعا ما طبيعة الأشغال وشدّدت على الجودة والنوعية.

اللقاء الثاني الذي جمع ممثلي المجتمع المدني بشرشال والمصالح المعنية والمكلفة بإعادة تهيئة الساحة الرومانية، خرج بقرارات توافقية تسمح بوضع الاسمنت المطبوع بمحيط المساحات الخضراء والرواق المقابل للواجهة البحرية فقط، والإبقاء على البلاطات المصنفة بقلب الساحة العمومية، مع بعض التعديلات والرتوشات الخفيفة بالنافورة، وذلك لأكثر تجانس بين التحف الأثرية…الحجارة والأرضية، فيما أثنى رئيس بلدية شرشال “جمال اوزغلة” على قرار الوالي “محمد بوشمة”، والقاضي بإعادة تهيئة لؤلؤة المدينة والذي أبدى حسبه مرارا وتكرارا استعداده لرد الاعتبار لها دون المساس بطابعها التاريخي، والمنتظر قريبا حسب مديرة البناء والتعمير لولاية تيبازة في زيارة تفقدية لمدى تقدّم أشغال تهيئتها، يضيف “جمال اوزغلة” أن شبكة الإنارة بالساحة العمومية كانت منذ مدة شغله الشاغل، أما بالمساحات الخضراء فنوه إلغاء زراعتها بالعشب الاصطناعي والاكتفاء بالورود المزهرة…

سيدعلي هرواس