هام/ بتكلفةٍ تقدّر بـ 150 مليار دينار جزائري: اتّفاقية إستراتيجية لإنشاء آبار كربونية معتمدة بين مجمّع سوناطراك والمديرية العامّة للغابات
أحيت ولاية تيبازة نهار هذا الأربعاء 11 ديسمبر اليوم الدولي للجبال، والمصادف لهذا التاريخ من كل عام، وذلك بشعار “حلول جبلية من أجل مستقبل مستدام- الإبتكار والتكيف والشباب”، وعلى مستوى حقل الرماية بشنوة، في حدث عرف توقيع اتفاقية الإستراتيجية المتعلقة بالمشروع الحراجي لإنشاء الآبار الكربونية المعتمدة بين مجمع سوناطراك والمديرية العامة للغابات.
وعرف هذا الحدث الهام تجاه حماية البيئة حضور، كلاّ من الأمينين العامين لوزارتي الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري ووزارة الطاقة والطاقات المتجددة والمناجم، رفقة الرئيس المدير العام لمجمّع سوناطراك، رئيسة المجلس الوطني الإقتصادي والبيئي، المفتشة العامة للغابات وإطارات الولاية ومختلف الشركاء والفاعلين، أين تم بحقل الرماية في شنوة، وبمناسبة اليوم الدولي للجبال أيضا، تنظيم معرض لمختلف المنتوجات الإقتصادية والجبلية، وتقديم حوصلة حول قطاع الغابات لولاية تيبازة، من طرف محافظ الغابات للولاية.
اتفاقية سوناطراك والمديرية العامة للغابات.. استراتيجية هامّة لحماية البيئة في ظل التحديات الراهنة
حدث توقيع اتفاقية سوناطراك المناخية الجديدة، لتنفيذ المشروع الغابي لإنشاء بواليع كربون معتمدة، وذلك بالشراكة مع المديرية العامة للغابات، افتتحه المدير المركزي للصحة والسلامة والبيئة بمجمّع سوناطراك عبد الكريم عوامر، بكلمة نوه بأهمية هذه الإتفاقية وهذا المشروع الأخضر الإستراتيجي بين سوناطراك والمديرية العامة للغابات، والقاضي بغرس أشجار على مساحات واسعة، ما سيساهم حسبه في الحد من انبعاث الغازات الدفيئة، والتخفيف من آثار التغيرات المناخية، مشيدا بهذه المبادرة التي تؤكد بها سوناطراك دورها الريادي في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة، تحديات مناخية قال عنها عبد الكريم عوامر أنها تستدعي اتخاذ قرارات حاسمة، وتقديم حلول فعالة وواضحة، للحد من انبعاث الغازات الدفيئة والتقليل من تأثيرها على البيئة.
المفتّشة العامة للغابات “نجمة رحماني”:” دمج الشباب في عملية اتخاذ القرارات وتنفيذ الحلول المبتكرة من أولويات رئيس الجمهورية”
وفي كلمة ألقتها المفتشة العامة بالمديرية العامة للغابات نجمة رحماني، أشادت بهذه الإتفاقية بين مصالح الغابات ومجمّع سوناطراك لإنشاء بواليع كربون معتمدة، لمحاربة التغيرات المناخية، والمتوافقة مع إحياء اليوم الدولي للجبال من كل عام 11 ديسمبر، وكذا الذكرى الـ 64 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، معتبرة اليوم الدولي للجبال، فرصة لتسليط الضوء على النظام البيئي، والفرص التي يوفرها والتحديات التي يواجهها، احتفال يأتي بشعار “حلول جبلية من أجل مستقبل مستدام الإبتكار والتكيف والشباب”، مضيفة إلى ضرورة دمج الشباب في عملية اتخاذ القرارات، وتنفيذ الحلول المبتكرة، التي تتيح تطوير هذه المناطق، وتكييفها مع التحديات التي تواجهها هذه النظم البيئية، باعتباره هدفا من أهداف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تضيف المفتشة العامة بالمديرية العامة للغابات.
نجمة رحماني:” نشيد بالتزام مجمّع سوناطراك محليا ودوليا للتقليل من انبعاث الغازات الدفيئة”
وعن النظام البيئي الجبلي، أشارت المفتشة العامة للغابات، أنّه يغطي حوالي 25% من مساحة الأرض، ويحتضن نحو 12% من سكان العالم، ويعد مصدرا هاما للمياه، أين توفر الجبال حوالي 80% من الموارد المائية العذبة في العالم، للإستخدامات المنزلية والفلاحية والصناعية، بغض النظر عن تنوعها البيولوجي العالمي، ولها أهمية كبيرة في الوقاية من الفيضانات وتعزيز الزراعة العضوية وغيرها، مشيدة بالتزام مجمع سوناطراك محليا ودوليا للتقليل من انبعاث الغازات الدفيئة، وتحسين آدائها الطاقوي والعملياتي، مع تطوير استخدام تكنلوجيا منخفضة للكربون، وكذا تمويل مشاريع بيئية وغابية بإمكانيات عالية الإمتصاص للغازات المسببة للإحتباس الحراري، شاكرة في الأخير والي ولاية تيبازة علي مولاي، على تسخيره لكافة الإمكانيات لإنجاح هذا الحدث الهام.
الرئيس المدير العام لمجمّع سوناطراك رشيد حشيشي: “مشروع إنشاء بواليع كربون معتمدة يؤكد إلتزام سوناطراك الثابت تجاه البيئة لتحقيق التنمية المستدامة”
الرئيس المدير العام لمجمّع سوناطراك رشيد حشيشي، ألقى هو الآخر كلمة، عبر فيها عن سعادته البالغة بتوقيع بروتوكول اتفاق بين مجمّع سوناطراك والمديرية العامة للغابات، من أجل إطلاق مشروع غابيّ طموح، يقضي بإنشاء بواليع كربون معتمدة، كخطوة كبيرة تعكس حسبه التزام سوناطراك الثابت تجاه البيئة لتحقيق التنمية المستدامة، شاكرا الجميع على حضورهم لمراسيم هذا الحدث المميّز، شاكرا والي ولاية تيبازة لاحتضانه لهذه الخطوة المؤسسة لهذا المسار الهام إلى جانب الأمناء العامون لوزارتي الطاقة والطاقات المتجددة والمناجم، والفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري.
رشيد حشيشي: ” نسعى لتطوير بواليع الكربون الطبيعية من خلال برنامج تشجير طموح”
وأشار الرئيس المدير العام لمجمّع سوناطراك، التزام سوناطراك في إطار استراتيجيتها الجديدة المتعلقة بالمناخ، عبر المساهمة في التنمية المستدامة للبلاد، في ظل احترام متطلبات البيئة من جهة والتساوق مع الجهود الدولية الرامية للحد من الإحترار المناخي، مؤكدا أن سوناطراك تهدف بحلول عام 2020 للتقليل من هذا الإحتباس والغازات الدفيئة، ضمن استراتيجية تعتمد أيضا على ثلاثة ركائز أساسية، والتي تتعلق بالإستثمار وتعزيز القدرات ونقل التكنلوجيا، فضلا عن القيام بالإدماج التدريجي للطاقات المتجددة في مزيجها الطاقوي، وتطوير مجالات جديدة مثل الوقود ومنخفض الكربون والهيدروجين الأخضر، والعمل على تحسين الفعالية الطاقوية للمنشآت، وتطوير بواليع الكربون الطبيعية من خلال برنامج تشجير طموح ودراسة الحلول التكنلوجية الأكثر أمانا ونجاعة لاحتجاز الكربون، فضلا عن البحث وتعزيز الإبتكار في المجالات ذات الصلة، عبر إبرام جملة من الشراكات الإستراتيجية المفيدة.
المدير العام لسوناطراك: “المشروع يمتد على 10 سنوات… يغطي حوالي 520 ألف هكتار وبتكلفة إجمالية تقدر بـ 150 مليار دينار جزائري”
ونوه الرئيس المدير العام لمجمّع سوناطراك إلى المشروع الذي هو بصدد إبرامه اليوم مع المديرية العامة للغابات، لإنشاء بواليع كربون معتمدة، يمثل جزء من استراتيجية سوناطراك المناخية، والتي تهدف إلى تحقيق توازن بين انبعاثات الغازات الدفيئة من جهة، والقدرة على امتصاصها على بواليع كربون طبيعية من جهة أخرى، مما يساهم حسبه في تعويض الإنبعاثات التي لا يمكن تفاديها والناتجة عن أنشطة الشركة العملياتية، لاسيما الناجمة عن استهلاك الطاقة، مؤكدا مؤسسة النشاط الزراعي الغذائي التابعة لمجمع سوناطراك، ستتكفل بتنفيذ المشروع وكافة الأعمال المنبثقة عنه، مشروع قال عنه أنّه سيمتد على مدى 10 سنوات ويغطي حوالي 520 ألف هكتار، موزعة عبر مختلف أنحاء التراب الوطني، عبر غرس أكثر من 423 مليون شتلة، 300 مليون منها للتشجير، و120 مليون شتلة لإعادة تأهيل المناطق الغابية المتدهورة، و3 ملايين لتطوير الزراعة الغابية، مشروع هيكلي بتكلفة إجمالية تقدر بـ150 مليار دينار جزائري، يضيف الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك رشيد حشيشي.
“المشروع سيكون دعما كبيرا للفلاحين ويعمل على استحداث مناصب عمل سنويا ومنه الوصول إلى إقتصاد منخفض الكربون”
وأضاف ذات المتحدّث أن المشروع سينطلق تجريبيا لمدة سنتين، من أجل تمكين كل الفاعلين من اكتساب الخبرة اللازمة في هذا الصدد والتحكم في آليات التسجيل والإعتماد وتوليد أرصدة الكربون، ما يضمن وجود الشروط الضرورية لنجاح المشروع، وتنفيذه وفق أفضل المعايير، باعتبار أنه دوره لا يقتصر فقط على جوانبه البيئية، ويتعداها لتحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية هامة، أبرزها دعم عدد كبير من الفلاحين ومرافقتهم، واستحداث العديد من مناصب العمل سنويا، إضافة إلى تعزيز التنوع البيولوجي من خلال تنويع الأنواع النباتية، معتبرا هذا المشروع ليس التزاما فقط تجاه البيئة، وإنما هو خطوة لبناء مستقبل مستدام، يدمج التنمية الإقتصادية ويحافظ على الموارد الطبيعية، ويعكس رؤية سوناطراك للمسؤولية المجتمعية والبيئية الموطنة بسوناطراك، كمؤسسة وطنية رائدة، مؤكدا أيضا تجسيد هذا المشروع مع احترام المعايير الدولية الأكثر صرامة وشفافية، واعتماد افضل الممارسات كعناصر ضابطة لسير المشروع في جميع مراحله، مختتما كلامه بالإشارة إلى أن التنمية المستدامة من صميم استراتيجية سوناطراك، لبناء مستقبل يحترم المناخ والوصول إلى اقتصاد منخفض الكربون، وأن موارد البلاد الطبيعية يجب أن تستغل بشكل مسؤول لما يتلائم مع المتطلبات البيئية وبما يخدم مصلحة السكان.
الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري حميد بن ساعد: هذه الإتفاقية خطوة لتعزيز قدرة الجزائر على الوفاء بتعهّداتها الوطنية والدولية”
الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري حميد بن ساعد، عبر هو الآخر عن سعادته بهذه الإتفاقية بين محمّع سوناطراك والمديرية العامة للغابات، والمتزامنة مع إحياء اليوم الدولي للجبال، والذي يندرج في إطار مجابهة التحديات المناخية، وصادفا أيضا ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960، معتبرا هذه الإتفاقية حدثا هاما وخطوة جديدة لتعزيز قدرة الجزائر، على الوفاء بتعهّداتها الوطنية والدولية، بشأن خفض الإنبعاثات الغازية، في إطار تجسيد الإتفاقية الدولية للتغيّر المناخي، ومنه تواصل الجزائر العمل الجاد لاستعادة النظم الإيكولوجية بحلول 2030، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060 ان شاء الله يضيف الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، مثنيا على جهود مجمع سوناطراك وإطاراته في السعي لتحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة.
الأمين العام لوزارة الطاقة والطاقات المتجددة والمناجم عبد الكريم عويسي: ” المشروع يشكل تقدما محوريا في مسار العمل المشترك نحو تحقيق مستقبل مستدام“
ومن جهته اعتبر الأمين العام لوزارة الطاقة والطاقات المتجددة والمناجم عبد الكريم عويسي، مشروع إنشاء بواليع كربون معتمدة، التزاما راسخا تجاه حماية البيئة، ويشكل تقدما محوريا في مسار العمل المشترك نحو تحقيق مستقبل مستدام، ضمن الإتفاقية المبرمة بين مجمّع سوناطراك والمديرية العامة للغابات، داعيا إلى الإستغلال المتوازن والمسؤول للموارد الطبيعية ببلادنا، وبما يراعي متطلبات الحفاظ على البيئة، ويحقق الفائدة لجميع فئات المجتمع، كما يجب حسبه أن يتم من خلال الإستثمار في الحلول التكنلوجية منخفضة الإنبعاثات، والإعتماد على الطاقات المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر، إلى جانب تنفيذ مشاريع تعويضية، كهذا المشروع للذي يضع حسبه الأسس اللازمة لتحقيق مستقبل يحترم البيئة ويمهد الطريق إلى التحول التدريجي إلى اقتصاد منخفض الكربون.
سيدعلي هرواس
