بالتنسيق مع مصالح التجارة والشؤون الدينية: ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية بولاية تيبازة تختتم أيامها الوقائية حول ترشيد استهلاك الخبز والتحذير من استعمال الأكياس البلاستيكية

تواصل ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار لولاية تيبازة سلسلة نشاطاتها الهادفة، لتختار هذه المرة موضوعا مهما أرادت به تحريك العقول بما يدافع عن صحّة الإنسان، من خلال ترشيد استغلال الخبز وتفادي استعمال الأكياس البلاستيكية، بالتنسيق مع مديريتي التجارة والشؤون الدينية وكذا طاقمها الإداري والبيداغوجي، وبهدف تحسيس اكبر عدد ممكن من المتمدرسات والمعلّمات، في ظل الانتشار الرهيب لظاهرة تبذير الخبز، ليتواجد بالمزابل وأماكن رمي القمامة والأوساخ، في مجتمع لم يعد يقدّر قيمة هذه المادة الأساسية، موضوع تمّ التطرق إليه وفق برنامج ثري ناقشه بطريقة علمية أكاديمية، واستطاع القائمون عليه تحميل المرأة الماكثة في البيت مسؤولية تغيير وكسر قاعدة الإسراف وتبذير الخبز بالمنزل.
ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار لولاية تيبازة، أطلقت حملتها الوقائية بشعار “معا لمكافحة تبذير الخبز”، تحت إشراف مديرية التجارة بالدرجة الأولى باعتبارها العنصر الأهم لتحقيق الأهداف المرجوّة، ناهيك عن مديرية الشؤون الدينية كوازع ديني يذكّر النفوس ويحسّسها بضرورة التعقّل والعقلانية في استغلال مادة الخبز دون إسراف أو تبذير، وانطلاقا من القاعة المتعدّدة النشاطات بحجوط، إلى مركز التكوين المهني ببوسماعيل، حطت الرحال نهار هذا الأربعاء 5 فيفري بمركز التكوين المهني لشرشال، في حدث حضره ممثلو المصالح المعنية، مدير الديوان الوطني لمحو الأمية بتيبازة “توفيق صيدون”، والذي دعا بعد كلمة ترحيبية من طرف مدير المركز “حمود لواكد” وأسرة التكوين المهني، إلى العقلانية في استهلاك أو اقتناء الخبز، موجها رسالة للنساء بضرورة توعية أزواجهم بالموضوع، مستدلا بواقع خبز بات يرمى مع النفايات، شاكرا كل من ساهم في إنجاح هذا الحدث من مصالح التجارة والشؤون الدينية، والشركاء الاجتماعيين وغيرهم، وسط أجواء حضرنها متمدرسات القطاع بالولاية والبعض من المتربصين للاستفادة والافادة.
مصالح مديرية التجارة لولاية تيبازة كانت في الموعد وتحذّر
ممثلو مصالح التجارة لولاية تيبازة (مصلحة حماية المستهلك) تحدثوا بلغة الترغيب بالاستغلال والاستهلاك العقلاني للخبز، وعدم الاستجابة للهفة البطون الجائعة خاصة خلال شهر رمضان المبارك، مقدّمين مجمل النصائح والإرشادات الداعية لكيفية التعامل مع هذه المادة، وجعلها صالحة للطهي وكأطباق للأكل رغم قدمها بأيام، مستعرضين دورهم كرقابة تجوب المخابز دفاعا عن صحّة المواطنين، باعتبار أن “الفرينة” يجب أن تحفظ بمكان بعيد عن الرطوبة، كواحدة من المواد المراقبة رفقة الملح والخميرة، منوّهين بالآثار السلبية على الاقتصاد الوطني جراء تبذير الخبز، باعتبار أن الجزائر تنتج يوميا 50 مليون خبزة و 10 ملايين منها ترمى عشوائيا (خبزة واحدة تكلف الدولة 25دج)، والأمر اليوم لم يعد مقتصرا فقط عيله، بل تجاوزه لرمي مواد غذائية وأطعمة جاهزة في وقت أصبحت فيه المزابل قوت يوم الفقراء والمساكين !!، لترفع ذات المصالح شعار توسيع الثقافة الاستهلاكية عبر المساس بالمرأة الماكثة في البيت، وبكثير من التحسيس بخطورة المحسنات والمضافات الغذائية بمنتجات الزبدة، المارغرين، الخبز، السكر،…، معتبرين الإكثار منها تهديد حقيقي لصحة الإنسان، وباب من أبواب الأمراض الخطيرة والمستعصية، أما الأكياس البلاستيكية فتكمن خطورتها عند وضع مادة الخبز ساخنة فيها، لتطلق مواد من شأنها أن تؤثر على صحة مستهلكيها، مقارنة بالأكياس الورقية أو القفة التقليدية المصنوعة من “الدوم”.
مديرية الشؤون الدينية والأوقاف: “عاقبة المبذرين وخيمة في الدنيا وفي الآخرة”
ممثل مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، نوّه في مداخلته بالآيات والأحاديث النبوية الشريفة الناهية عن الإسراف والتبذير، مذكرا بعقوبة المبذرين في الدنيا والآخرة، في مجتمع أكد ضرورة التزامه بالوسطية والاعتدال في كل المجالات، وأن المال سيسأل عنه صاحبه يوم القيامة من أين اكتسبه وفيما أنفقه، مؤكدا أن عاقبة ذلك الفقر والجوع، صفات قال عنها أعطت نظرة سيئة عن الإسلام والمسلمين، فيما استغلت مستشارة التوجيه بمركز التكوين المهني “نوال حمادن”، رفقة النائبة التقنية والبيداغوجية والمكلفة بالتكوين المتواصل السيّدة “صالح”، فرصة هذا اللقاء لاستعراض أبرز التخصصات المتاحة للنساء المتمدرسات والماكثات بالبيت بعد تحرّرهن من الأمية، خاصة وأن التسجيلات متواصلة لدورة فيفري 2020 بمجالات صناعة الحلويات، الطبخ، الطرز والخياطة، الشورى، وفي كل الظروف ترشيد استهلاك الخبز مسؤولية الجميع، في انتظار قرار يرضي كامل الأطراف فيما يخص قضية الأكياس البلاستيكية، إلى حين ذلك يبقى المستهلك مستهدفا بطريقة أو بأخرى..حالة افتقاده للثقافة الاستهلاكية.
سيدعلي هرواس