الوضع بات متعفنا..أكثر خطورة والصيادون يشتكون: محيط ميناء شرشال تفوح منه رائحة القذارة ومؤسسة تسيير الموانئ EGPP مطالبة برد الاعتبار

يشتكي محيط ميناء شرشال في الفترة الأخيرة من وضعيته المخزية بالعديد من النقاط، والتي تحوّلت إلى نقاط سوداء بعضها فاحت منها رائحة القذارة، وأخرى شوّهت صورته بسبب الانتشار العشوائي للنفايات، ما جعل الوضع يتعفّن بامتياز…في وقت يحمّل فيه صيادو الميناء المسؤولية لمصالح مؤسسة تسيير الموانئ EGPP، المكتفية حسبهم بتدخلات محتشمة لرد الاعتبار لهذا المكان المعروف بحركيته النوعية للسفن والقائمين عليها، صور رصدناها صبيحة هذا الاثنين 11 جوان من ميناء بات مستهدفا بأياد صديقة، جراء الإهمال واللامبالاة الذي طال مختلف جهاته..أما حملات التنظيف فقال عنها الصيادون، أنها تقتصر فقط على الأماكن التي تعتبر وجهة للزوار وغير البعيدة عن الأنظار.
الداخل إلى ميناء شرشال يدرك جيدا أن مسؤولية وضعه المتعفن بمختلف الجهات، يتحملها بطريقة أو بأخرى صيادوه ومرتادوه، ناهيك عن عمال مؤسسة تسيير الموانئ EGPP المطالبين بتكثيف الجهود والتحرك صوب ما أخفي بعيدا عن الأنظار، فالمواد النفطية أصبحت ترمى برا وبحرا، ناهيك عن الكوابل الحديدية..الحبال والشباك التالفة، مشكلين ملامح تلوث لم يكن رحيما بالطبيعة ومكوناتها، ويطرح العديد من التساؤلات حول نوعية الأسماك الموجهة للاستهلاك عبر هذا الميناء، فالروائح القذرة المنبعثة من عديد النقاط والمشاهد الكارثية، تؤكد خطورة وضع مرشح للتأزم أكثر مع مرور الوقت، إن لم يكن هناك تدخل صارم للمصالح المعنية، يقضي بوقف التجاوزات والانتهاكات المسكوت عنها والتي تحدث في حق الطبيعة والمحيط.
الصيادون وفي حديثهم لشرشال نيوز أكدوا أن الميناء يعاني من نقص الإنارة ليلا، فكانت أجزاء بعض الأعمدة الكهربائية الساقطة منذ مدة طويلة دون رفعها، دليل قاطع لواقع صرف النظر عنهم من باب تسهيل عملهم تحت الظلام، مبديين تخوفهم الشديد من أي اعتداءات عبر سرقة الممتلكات، كما يشتكون افتقادهم للكهرباء والماء…أما المراحيض الجديدة المنتظر فتحها منذ أكثر من عام، فلا تزال أبوابها مغلقة بكثير من التحسّر والتذمر لدى المعنيين، فميناء شرشال عرف خلال السنوات الأخيرة زيارات عديدة لوزراء القطاع (النقل والأشغال العمومية، الصيد البحري..) والولاة الذين مروا على الولاية، إلا أن هاته الأوضاع أخفيت خلسة أعين المسؤولين…كمحاولة لذر الرماد في العيون، فحتى حملات موانئ وسدود زرقاء أصبح يغلب عليها الطابع البروتوكولي والصور التذكارية، دون الاستمرارية في تكثيف الجهود للرقي بمستوى خدمات الموانئ ونظافتها….
سيدعلي.هـ