الندوة دارت حول وسائل الاعلام المستعملة في الثورة التحريرية: مكتب تيبازة للمنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء يحيي ذكرى 11 ديسمبر 1960

أحيت المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء –مكتب تيبازة- الذكرى الثامنة و الخمسون (58) لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 ،
المظاهرات اعتبرت منعرجا حاسما في تاريخ ثورة الشعب الجزائري المجيدة. الاحتفالية احتضنتها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “آسيا جبار” لولاية تيبازة، هذا الاثنين 10 ديسمبر حضرها مجموعة من المجاهدين، ممثلو السلطات التنفيذية للولاية، فاعلون بالمجتمع المدني، ممثلو الأسرة الإعلامية، مع تسجيل حضور طلبة ثانوية جيلالي بونعامة لتيبازة.
تخلّل الاحتفالية برنامج ثري، فبعد الوقوف للنشيد الجزائري، أكّدت رئيسة المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء لمكتب تيبازة السيدة “فتيحة مروش” في كلمتها على أهمية الاتصال العملياتي أثناء الثورة و الدور الفعال الذي لعبته وسائل الاعلام آنذاك، و التي ساهمت في الكشف عن حقيقة السياسة الفرنسيّة الاستعمارية للجزائر. و كيف حرصت جهود الثوار و الشعب لتوصيل القضية الجزائريّة إلى الأمم المتحدة، من أجل الحصول على تأييد دوليّ لاستقلال الجزائر.
و في هذا الإطار، تمّ بثّ روبرتاج مصور عن الاتصال العملياتي إبان ثورة التحرير الوطني مبينا عن اقتناع الثورة بأن الاعلام يعد أحد الوسائل الرئيسية في مواجهة الاستعمار الى جانب السلاح، من إعداد، تقديم و تركيب السيدة “مصباح سعاد” – متخصصة في السمعي البصري- ، جاء الروبرتاج مبينا دور الاعلام آنذاك للدعاية في أوساط الشعب و استمالة الرأي العام العالمي لقضيتها العادلة، كذا الرد على الاعلام الفرنسي و تصريحات القادة الفرنسيين المقللة من شأن الثورة، فقد كانت للثورة التحريرية أهداف مهمة للاتصال بالشعب و إبلاغ المواطنين حقيقة ما يجري من صراع مسلح مع العدو. و تعبئة الجماهير الشعبية لتلتف حول الثورة بغية التحرر و الاستقلال. كما بين الروبرتاج أهمية مؤتمر الصومام الذي جاء عام 1956 بالعديد من الحلول التي كانت تواجهها الثورة الجزائرية في مجال الاعلام و الدعاية من انعدام التنسيق بين الأجهزة الاعلامية الناطقة باسم الثورة إذ تقرر إلغاء كل طبعات جريدة المقاومة الجزائرية” و تعويضها بجريدة المجاهد لسان حال الثورة. و بين الفيديو المعروض على الشاشة الكبيرة في قاعة المكتبة كرونولوجيا مفصلة لعزيمة الشعب على أن تحيى الجزائر، و حجم التحدي الذي كان يحمله شعراء الفترة أمثال مفدي زكرياء فقد أيقنت الثورة أن طلقة الأفكار و الكلمات مع طلقة المدافع و الرصاص. و سلط الروبرتاج الضوء في ختامه،على أحداث مظاهرات 11 ديسمبر 1960 ، فبعدها أنشئت منظمة الجيش السري لتدخل الثورة بعدها في مرحلتها الأكثر دموية في تاريخ الاستعمارعلى الاطلاق، توالت الانتصارات لتدخل القضية الجزائرية الى أروقة هيئة الامم المتحدة.
و في نفس السياق، أشار الباحث في التاريخ السيد عمامرة في كلمة ألقاها بالمناسبة نظير مساهمة جملة الوسائل المستعملة من عام 1954 و الاتصال عن طريق الاذاعة ، الندوات، اللقاءات الفكرية، الفنية و الرياضية لإيصال نداء المجاهدين للشعب، لتصل الى مرحلة نشر الأخبار و الرد على ما تقوم به فرنسا الاستعمارية بالمناشير التي توزع على سكان المدن، القرى و المداشر.
تحدث المجاهد “بلعيد الحاج” المحكوم عليه بالاعدام وقت الثورة عن بشاعة الاستعمار الفرنسي، و محاولة طمسه للهوية الوطنية. لتتدخل الأستاذة “لطرش فضيلة” بثانوية عين تقوريت الحائزة على الجائزة الوطنية الأولى للمسرح المدرسي بكلمة خصت بها المجاهدة “جميلة بوحيرد” بطولاتها و تفانيها في خدمة الوطن، لتختم كلمتها بقصيدة ” جميلة بوحيرد” للشاعر السوري “نزار قباني”
كما أنصت الحضور لقصيدة شعرية من القاء شاعرها “عبد السلام حمودي” ممثل عن الاتحاد الطلابي الحر لجامعة مرسلي محمد لتيبازة، تكلم فيها عن تحديات الشعب الجزائري و رفضه للواقع المعيش، ليليه توزيع لشهادات على الفاعلين في إحياء هذا اليوم الأغر.
سعاد مصباح