ANEP: PN2500008

العيّنة من بلدية حطاطبة: المتقاعدون يغامرون بصحتهم و فوضى عارمة أمام مراكز البريد في غياب وعي بمخاطر العدوى بفيروس كورونا

يتزامن الواحد و العشرون من كل شهر تاريخ صبّ معاشات المتقاعدين بمختلف الأسلاك في حساباتهم على مستوى مراكز البريد عبر ولاية تيبازة كغيرها من مناطق الوطن الأخرى، غير أن الشيئ الملاحظ عند توافد هؤلاء المواطنين المستفيدين بأعدادهم الهائلة على الشبابيك قبل الساعة الثامنة صباحا للحصول على معاشاتهم الشهرية ، قد يستدعي تدخل السلطات والجهات المعنية لتفادي الفوضى العارمة التي تعيشها العديد من مراكز البريد ، خاصة و أن هذه الفترة العصيبة التي يواجهها العالم بإسره لمواجهة أخطر داء عرفته البشرية جمعاء ، تتزامن والسلطات العليا في البلاد على قدم وساق لتحسيس و توعية الجميع من أجل وقاية شاملة للتخفيف من الأضرار، ومواجهة فيروس الكورونا القاتل و الفتاك، و ما يخلفه هذا الوباء الذي يسجل إصابات جديدة من يوم لآخر ، من تأثيرات نفسية على المواطن الجزائري كغيره من نظراءه في ربوع العالم ، حيث وصلت وفياته وطنيا الى 15 حالة تركت حزنا و مآسي في أوساط العائلات، وتسجيل أول حالة مؤكّدة بولاية تيبازة، ما يتطلب إحترام الإجراءات الصحية اللازمة للوزارة الوصية و المختصين في مجال الوقاية و العلاج.

فمركز البريد الوحيد على مستوى بلدية حطاطبة التي يقارب عدد سكانها 40 ألف نسمة على سبيل المثال ، سجل به المواطنون حضورهم أمام مكتب البريد قبل الساعة الثامنة صباحا بأعدادهم المعتبرة ، دون إحترام أدنى إجراء صحي من شأنه أن يكون في صالحهم إن إستجابوا لنداء و تعليمات الجهات الوصية المدعمة بمصالح الأمن التي و إن تمكن أفرادها من فرض مبدأ الأولوية في التقدم نحو الشبابيك، لسحب أموال المعاش ، فإنهم يجدون صعوبات جمة لإقناع المواطنين بضرورة إحترام الطوابير وترك مساحة بينهم و بين زملاءهم الآخرين لتفادي الحساسية المفرطة أمام تخوف من إصابة وباء الكورونا الذي أصبح حديث الساعة عند العام و الخاص ، لا سيما لدى المسنين الأكثر عرضة لهذا الوباء ، حيث أنهم لا يكلفون أنفسهم عناء الوقاية للحفاظ على أجسامهم التي أنهكها طول الزمان ، بقدر ما لا يبالون بما هو مفيد لصحتهم ، بل يغامرون في التجمعات و الأماكن العمومية ، و إلا كيف نفسر عدم وضع كمامات و قفزات واقية ، حيث أنهم يفتقدون لثقافة التوعية التي من شأنها أن تقيهم شر المصائب ، لو عرفوا كيف يهتمون بما هو خيرلهم من أجل الوقاية الشاملة و العلاج.

هذه السلوكات التي لا بد من إستئصالها لمصلحة البلاد والعباد ، و إن كانت لا تنحصر على فئة المسنين فحسب، لأسباب عدة ، من أهمها إنعدام الثقافة والتوعية في مسايرة الأمور الإجتماعية ، بل إمتدت الى فئة الشباب الذي من المفروض أن يكون الاكثر وعيا ، وإلا كيف نفسر عدم إهتمام الكثير من الشباب بالإجراءات الصحية في هذا الظرف بالذات ، والتي تسعى من أجلها السلطات المعنية لمواجهة وباء الكورونا القاتل و الفتاك ، إعتماد  على الوقاية خير من العلاج، حيث ، لا كمامات و لا قفزات في التجمعات و التدخين المضر بصحة الإنسان في الأماكن العمومية و الساحات، ناهيك عن عدم إهتمام الأولياء بأبنائهم و تركهم عرضة لجميع الممارسات الدنيئة و الإنحرافات التي لا تمت بصلة للمبادئ الدينية و الأخلاق.

مراد ناصح