ANEP: PN2500008

العملية تمّت غير بعيد عن مفرزة للجيش: سرقة 25 رأسا من الغنم بتالاندرويش في أعالي شرشال تُعيد طرح أسئلة الأمن والاستقرار في المناطق الريفية

تعرّض أحد سكان تالاندرويش بدوار بني حبيبة في أعالي شرشال إلى عملية سرقة خلال الأسبوع ما قبل الماضي، فَقَد خلالها كل رأسماله المتمثّل في 25 رأسا من الغنم.

المدعو (محمد. أ) يعتبر من السكان القلائل الذين ظلوا يصنعون الحياة في المنطقة أيام الأزمة الوطنية حين نزح أغلبية السكان نحو المدينة، فبقاؤه هناك في حدّ ذاته كان يعتبر مقاومة للإرهاب. ورغم صعوبة العيش الذي لا يعتمد فيه إلا على تربية رؤوس محدودة من الأغنام وبعض الزراعات الموسمية، وبالرغم أيضا من الإمكانيات التي يتوفّر عليها للنزوح نحو المدينة إلا أنّه فضّل البقاء عند مسقط رأسه، وفي الأرض التي نبت فيها.

كان ذات الشخص قد تعرّض إلى أولى عملية سرقة  قبل حوالي ستة أشهر، حيث تمكّن اللصوص من سرقة البقرة الوحيدة التي يمتلكها، لتُعاد الكرّة مرّة أخرى ويتعرّض لعملية جديدة منذ حوالي 15 يوما، نجح فيها اللصوص من سرقة كل قطيعه المتكوّن من 25 رأسا موزّعة بين نعاج وخرفان. عملية السرقة تمّت ليلا لتتوجّه الشاحنة شمالا نحو الطريق الاجتنابي حيث عُثر على 3 نعاج سقطت من الشاحنة عند الجسر الرابط بين طريق بني حبيبة والطريق الاجتنابي لمدينة شرشال، إحداهم ماتت فور سقوطها.

بعد تقديم الشكوى، تنقّلت مصالح الدرك الوطني بشرشال إلى عين المكان للمعاينة، لكن- ولحد الساعة- لم يُقتفَ أثرُ اللصوص، بالرغم من أنّ الفاعل أو أحد الفاعلين يكون على اطلاع دقيق بالمنطقة وحتى على تحركات عناصر مفرزة الجيش الوطني الشعبي بتلاندرويش التي لا يبعد عنها مسرحُ الجريمة سوى ببضع مئات الأمتار. حيث أجمعت آراء العارفين بالمنطقة أنّه لا يمكن لأي أجنبي عن الجهة أن يتجرّأ على هذه الفعلة، وهو الرأي الذي يذهب إليه المعني، فالباب الذي سُرقت منه رؤوس الماشية يقع على مرأى العين من برج حراسة تابع للمفرزة.

هذه العملية الإجرامية جاءت مباشرة بعد توزيع بلدية شرشال لـ 70 مقرّر استفادة لدعم البناء الريفي ضمن حصة قدّرت بـ 700 استفادة موزّعة على 11 بلدية من ولاية تيبازة، أشرف الوالي موسى غلاي على توزيع مقرّراتها في حفل أُقيم بمقر الولاية آواخر شهر رمضان، ما يوحي بعودة الأمل إلى أرياف المنطقة وإلحاح السلطات العمومية على الحفاظ وتنمية الحياة في الأرياف غير أنّ عنصر الأمن يبقى هو الأداة الحقيقية لديمومة الحياة الريفية، فبعد استتباب الأوضاع بها نتيجة المجهودات التي بذلتها قوات الجيش الوطني الشعبي في تحييد بقايا المجموعات الإرهابية تعود مُجدّدا مجموعات لصوصية مُبهمة لتهدّد ممتلكات السكان ووسائل نشاطهم بزرع الإحساس بالعزلة والحقرة تماما مثلما كان يردّد خالي محمد بعد تعرّضه لعملية السرقة هذه: “حقرونا يا لحفيظ حقرونا يا لحفيظ..! ! “

حسان خ