الشّيخ “بن عامر بوعمرة” من درس الجمعة: “بنات في المتوسطات يُتاجرن بالمهلوسات مع استقالة الأولياء من دورهم في التربية”

وضع إمام مسجد الرحمن بشرشال الشيخ “بن عامر بوعمرة” في درسه لهذا الجمعة 3 مارس، يده على الجرح الذي يعاني منه مجتمعنا في السّنوات الأخيرة، ألا وهو الأخلاق وتربية الأبناء في زمن استقالة الأولياء من دورهم، مسلّطا الضوء على اليوم العالمي للمرأة من باب حقّ البنت في التربية، كأحد الحقوق الواجبة على الآباء والأمّهات، وتخلّيهم اليوم عن أداء هذا الحق، جعلها آفّة في المتوسطة والثانوية والجامعة وصولا حتى كونها كزوجة وكأم، وبتداعياتٍ تلقي بظلالها بفساد هذه النواة وفساد معها المجتمع والأمة بوجه عام…
ونوّه الشيخ “عامر بوعمرة” في حديثه بالمناسبة، عن تكريم الله للمرأة وحقوقها وفق تعاليم ديننا الحنيف، مشيرا إلى المرحلة الحسّاسة في حياتها كونها بنت في المتوسطة أو الثانوية والجامعة قبل أن تكون زوجة، محذّرا الأولياء من الخطر القادم من المؤسّسات التربوية، بسبب تقاعسهم واستقالتهم من أداء واجبهم في التربية والرعاية والرقابة والإهتمام، ما جعلها تتحوّل إلى مصدر لترويج الأقراص المهلوسة والمخدرات، بغض النّظر عن الأخلاق الغائبة لديْهن في الوسط المدرسي، وصولا إلى الزنا والفواحش وغيرها بتواطؤ وخبث من الأم الفاسدة يضيف الشيخ “بن عامر بوعمرة”، محذّرا كذلك من تنامي هذه الظاهرة والآفة في الأوساط المدرسية، وتوسّع تجارتها واستهلاكها من الذكور إلى الإناث، مذكرا بأحاديث النبي عليه الصلاة والسّلام حول مسؤولية تربية الأبناء والبنت بالدرجة الأولى، وفضل تربيتها أحسن تربية لتكون سببا في دخول والديها الجنّة، مقدّما نماذج من اللّواتي ختمن حفظ القرآن في صف الثانوي والمتوسط، مقارنة بالتلميذات المنحرفات اللّواتي همّهن الرقص والفجور والتبرّج، مبديا تحسّره لغياب دور الأم بالدرجة الأولى، باعتبارها الأقرب للبنت والواجب أن تعرف أسرارها كل ما يحيط بها، واستقامتها مرهون باستقامة أمّها، مشدّدا على ضرورة التربية الحسنة للبنات والإنفاق عليهن،
هذا ودعا الشيخ” بن عامر بوعمرة”، الشباب المقبل على الزواج، لاختيار الزوجة بناء على أخلاقها ودينها، بعيدا عن المادة والمال، لتفادي حياة مآلها سريعا الزّوال، مُثنيا على الدور الكبير الذي يبذله العديد من الأولياء في تربية بناتهم على الخوف من الله ورقابته أينما كنّ، مشيرا أيضا إلى الحنان والرعاية الواجب تقديمها للأطفال منذ الصغر، وفي مرحلة يكون قرب الأمّ من ابنها أو بنتها مهمّا للغاية، كما حثّ الشيخ “بن عامر بوعمرة”، إلى اختيار أحسن وأطيب الأسماء عند تسمية الأبناء، بعيدا عن الافلام التركية والسورية وغيرها من الأحلام والأوهام، وكمسؤولية يتحمّلها الآباء والأمّهات يوم القيامة، وفي كل الظّروف، يبقى انحراف التلاميذ في الوسط المدرسي هاجسا حقيقيا بالنسبة لمجتمعٍ يعجّ بالآفات والأزمات، والمسؤولية يتحمّلها الجميع آباءً كانوا أو امّهات، أو حتّى سلطات أمنية وأسرة تربوية لمواجهة الخطر القادم من المؤسّسات التعليمية، في ظل الغزو الثقافي والفكري لعقول المتمدرسين.
سيدعلي هرواس