الحماية المدنية تجسد أرقى صور الانسانية في التعامل مع النحل خلال عملية إخماد حريق غابة حجرة النص

عرفت عملية إخماد الحريق المهول ليلة البارحة 20 جويلية بغابة حجرة النص، مشاهد إنسانية مؤثرة لعناصر الحماية المدنية، حين تمكنوا من إنقاذ خلايا النحل من ألسنة لهب كانت لتأتي على كامل الصناديق، فلطالما قدّم هؤلاء دروسا في ذلك خاصة ما تعلق بالرفق بالحيوان، ووسط أجواء غابية نارية حارة مع الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة، جسّد رجال الحماية المدنية أرقى صور الإنسانية في التعامل مع خلق الله “النحل”، حين قاموا بوضع أماكن خاصة تسهّل مهمتها في شرب الماء، وإبعادها قدر المستطاع عن العطش، عبر استعمال أكياس بلاستيكية لحفظ الماء في الحفر الموجودة هناك، لترفع لهم القبعات احتراما وتقديرا لموقف يحسب لهم من باب نيل الأجر والثواب.
غابات الجهة الغربية لولاية تيبازة عرفت في الساعات الأخيرة اشتعالا رهيبا للنيران، فمن الأرهاط، أغبال، سيدي سميان، مسلمون، شرشال وحجرة النص وغيرها، كلها كانت شاهدة على وقع “إرهاب للغابات”، يستهدف بطريقة مفتعلة الغطاء النباتي ليأتي على الأخضر واليابس، مشاهد كارثية تم رصدها من غابة “راعي” بحجرة النص، وكل المؤشرات والمعطيات تؤكّد أن النيران مست أزيد من 20 هكتارا، فلا الأخضر بقي محتفظا بلونه الطبيعي المعهود لتحوّله إلى رماد أسود، ولا الحيوانات نجت لتعيش مثلها مثل باقي الموارد البيولوجية، وبين هذه وتلك ..أياد إنسان تحترف ارتكاب الجرائم في حق الطبيعة ومكوّناتها، دون الأخذ بعين الاعتبار عواقب ذلك والأضرار الناجمة عنها، ما يعني ضرورة تفعيل مخطط وبرنامج يقضي بوضع حد لهؤلاء ومحاسبتهم…أشد الحساب، وللإشارة فإن مصالح الحماية المدنية سجلت يوم أمس أزيد من 20 حريق عبر مختلف النقاط الغابية بولاية تيبازة.
سيدعلي هرواس