ANEP: PN2500008

الجنازة حضرها والي تيبازة والسلطات المحلية والأمنية والعسكرية: جثمان شهيد الواجب بسيدي غيلاس “زهير جمال” يوارى الثرى هذا الثلاثاء 17 أفريل وسط حشود غفيرة ووالده يؤكد “ابني تمنّى الشهادة فنالها”

عاشت بلدية سيدي غيلاس منذ فاجعة سقوط الطائرة العسكرية بالقرب من القاعدة الجوية ببوفاريك في الـ11 من أفريل الماضي، عاشت أجواء مهيبة وحزينة اثر تأكد سكانها أن قائمة الضحايا لا يخلو منها اسم شاب من أبناء المدينة “زهير جمال”، الذي فاضت روحه رفقة زميله وشهيد الواجب بشرشال “عبد الحليم حمداني”، قبل أن تتأخر مراسيم جنازته بمسقط رأسه لتأخّر تحديد هويته إلى غاية ظهر هذا الثلاثاء 17 أفريل، وسط حشد غفير للمواطنين القادمين من كل النواحي تعزية ومواساة لعائلة الفقيد.

رحل من وصف بالمتخلق والمتواضع على لسان أصدقائه ومقربيه، تاركا وراءه أجمل الذكريات واللحظات رفقتهم، قبل أن يغادرهم للمرة الأخيرة في سكون، متأثرا بفاجعة بوفاريك وبأحلام الوصول آنذاك إلى ثكنته العسكرية، إلا أن السقوط الاضطراري للطائرة زاد من سرعة الموت نحوه قدرا محتوما، مختطفا إياه في عمر الزهور وبأثقل حصيلة للملاحة الجوية بالعالم منذ سنوات، خبر نزل كالصاعقة على والدته التي لم تصدق حينها حقيقة ما حدث، ولم تستطع حتى وضع لقمة طعام بفمها لإسكات جوعها وأنين بطن تقطّعت أحشاءها ألما لهول الواقعة.

حسب تصريحات والده لشرشال نيوز: “الفقيد “زهير جمال” تمنى الشهادة فكان له ذلك قضاء وقدرا”

الفقيد “زهير جمال” بسيدي غيلاس كان يتمنى مرارا وتكرارا الموت شهيدا حسب تصريحات والده “محمد” لشرشال نيوز، ليختاره القضاء والقدر ضمن قائمة شهداء الواجب الوطني، في يوم رفعت فيه أكف الضراعة داعين المولى سبحانه أن يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه، “قبل عام تحدث إلي ابني وقال لي “أبي أتمنى الموت شهيدا” وقال لأمه “زغردي علي عندما يحضرون جثماني إلى المنزل”، كلمات ذهبية من رجل أراد أن يزف خبرا سعيدا لوالديه بنقلهما إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة، أما والده فأراد قبل ذلك رؤيته عريسا تحت رداء نصف الدين، كلها أحلام حال بينها وبين تحقيقها “الموت”، مؤكدا رغم قساوة الخبر ومرارته “أنه فخور بابنه” الذي نال الشهادة مثلما تمناها.

جثمان شهيد الواجب “زهير جمال” يوارى الثرى بمقبرة سيدي غيلاس وسط حشد غفير للمواطنين

الجنازة حضرها والي “تيبازة” موسى غلاي” ورئيس المجلس الشعبي الولائي “رشيد كوراد”، مرفوقا بالسلطات الأمنية والعسكرية، ومعزّيا والد الشهيد “زهير جمال”…داعيا المولى عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة مثله مثل باقي شهداء الواجب، وكذا السلطات المحلية بالمنطقة ممثلة في رئيس دائرة شرشال “السعيد أخروف”، رئيس بلدية سيدي غيلاس “مولود أزرو”، أصدقاء، جيران ومقربون للفقيد..كلهم وقفوا وقفة انتظار وترقب لوصول جثمانه لذويه بحي 40 مسكن، في وقت تعالت فيه زغاريد النساء..بل امتزجت بالتكبير “الله كبر”، مودعين إياه لمثواه الأخير بالدموع في مشهد شهد له بالحضور القياسي للمواطنين من كل النواحي، وبكلمة مؤثرة ألقاها إمام مسجد النور بالمناسبة الشيخ “فضاي ألاين”….إنا لله وإنا إليه راجعون

سيدعلي.هـ