التقى أفرادها بمقبرة المدينة هذا الجمعة 29 نوفمبر: عائلة سعدون بشرشال تترحّم على معدومي ثورة التحرير وتتأسف لتناسي التاريخ الرسمي لجرائم وحشية ذات 1956

التقى صبيحة هذا الجمعة 2 نوفمبر أفراد من عائلة سعدون وبعض المقربين بمقبرة شرشال للوقوف ترحما على معدومي المدينة الذين أعدمهم جيش الاستعمار الفرنسي في 28 نوفمبر من سنة 1956.
وقفة الترحم هذه جاءت تنفيذا لوصية المجاهد المرحوم مصطفى سعدون، وهو أحد مناضلي الحركة الوطنية منذ الأربعينات من القرن الماضي وهو أحد قياديي الحزب الشيوعي الجزائري بعد الحرب العاليمة الثانية، التحق بثورة التحرير المباركة سنة 1956 بصفة محافظ سياسي بالمنطقة الرابعة للولاية الرابعة.
ويذكر المجاهد المرحوم مصطفى سعدون في وصيته أنّه وبعد عملية عسكرية نوعية قام بها المجاهدون في المنطقة، وانتقاما للخسائر البشرية التي كبّدتها العملية في صفوف المعمرين، قامت قوات الاحتلال بحشد مئات الجزائريين العزّل لدى عائلة سعدون لتختار عشرة (10) منهم نفّذت فيهم حكم الإعدام ببرودة دم بتاريخ 28 نوفمبر 1956 ويتعلق الأمر بالشهداء سعدون حمود، سعدون حسين، سعدون نور الدين، بحرية محمد المدعو الباقي، دادو أمحمد، رياض عبد القادر، شملي عبد القادر، بن عبد الله مولود المدعو سرجان.
وتضيف وصية المجاهد المرحوم مصطفى سعدون التي حفظها الكاتب والباحث في التاريخ محمد رباح أنه في اليوم الموالي لعملية الإعدام وحين كان الأهالي يستعدون لدفن ضحاياهم الشهداء قامت قوات الاستعمار بمساعدة الحركة بتطويق مقبرة المدينة لارتكاب جرائم أخرى، غير أنّ يقظة بعض الحاضرين جنّبت سكان مدينة شرشال مجزرة أخرى. ومع ذلك واصل جيش الاستعمار عملياته الانتقامية فعاد الى مزرعة سعدون لينفذ حكم الإعدام على الشهيدين حمود عمار و إزروقين باجي. وبنفس الطريقة استشهد الإخوة يوسف خوجة ثمنا لالتحاق أخوهم الأكبر “عبد الرحمن” بثورة التحرير في جبال المنطقة، وكذا شهداء آخرون لم يظهر عنهم أي خبر على غرار الشهيد بن مقدم الدزيري الذي وجدت جثته مقطوعة الرأس بين قوراية والأرهاط.
وما ذهلت إليه الوصية في ختامها هو عدم التفات السلطات الرسمية منذ الاستقلال لهؤلاء الشهداء، ولم تعمل على تخليد ذكرى معدومي المدينة من طرف سلطات الاحتلال الفرنسي.
وبالفعل جاءت وقفة هذا الجمعة في مقرة المدينة لتخليد ذكرى شهداء أصبحوا في طي النسيان، لم تتحرك لذكراهم السلطات الرسمية وخصوصا المنظمة الوطنية للمجاهدين، التي اكتفت بتسمية أحد شوارع المدينة باسم الإخوة سعدون.. حيث كان جديرا بأن تعمل من اجل نقل رفاتهم إلى مقبرة الشهداء أو إلى إنشاء نصب تذكاري عند أضرحتهم بمقبرة المدينة وهو ما طالب به أفراد عائلة سعدون الحاضرين في هذه الوقفة الترحمية.
حسان خ