اعتداء وحشي لغرباء وسكوت مفضوح للسلطات: البناء الفوضوي يغزو شاطئ برج الغولة عند المدخل الشرقي لمدينة شرشال

استمرّ السكوت على احتلال الشريط الساحلي عند مدخل مدينة شرشال طيلة سنوات، ليتحوّل في رمشة عين الى ورشة متناثرة لتشييد عشرات البنايات الفوضوية بمحاذاة رمال الشاطئ عند برج الغولة.
ولم تحرّك السلطات المحلية المنتخبة ولا الادارية منها ساكنا لوضع حدّ لأزمة مستقبلية ونزاعات لا مفر منها، قبل تفاقم الوضع واستكمال المُعْتَدين لبناياتهم التي لا تخضع لأي ترخيص او سند يسمح بذلك، اللهم الا الصمت المطبق وسياسة غض البصر التي انتهجتها السلطات أمام هذه الظاهرة الخطيرة التي تمسّ بأملاك عمومية تحميها قوانين الجمهورية وتمنع أن تكون محل ملكية خاصة بحكم طبيعتها أو غرضها.
فالشريط الواقع عند مدخل مدينة شرشال أسفل برج الغولة، الذي مسّه النّهب الفوضوي، يعتبر ضمن الأملاك الوطنية البحرية الطبيعية الخاضعة للمرسـوم التنـفيذي رقم 12-427 مؤرخ في 2 صـفر عام 1434 ، الموافق لـ 16 ديسمبر 2012 المحدّد لشـــروط وكيفيات إدارة وتسيير الأملاك العمومية والخاصة التابعة للدولة، حيث تبلغ الأمواج في أعلى مستواها خلال السنة إلى غاية البنايات التي أصبحت تنمو كالفطريات، دون أي تبرير لاستفادة أصحابها، وهو ما تضبطه المادة 08 من هذا المرسوم وتَعدّه ضمن الأملاك العمومية البحرية الطبيعية بشكل واضح وجليّ، علما أنّه يحقّ للوالي أن يقوم بحجز شريط عرضه 20 متر ابتداءً من حدود الأملاك العمومية، استنادا للمادة 10 من ذات المرسوم التنفيذي. ومنها ما يقع أعلى بقليل ضمن الشريط الساحلي غير قابل للاستغلال الخاص، اضافة إلى طبيعته الفلاحية.
المادة 08: تـقـدر حـدود الـبـحـر وتـعـاين من جـهـة الأرض ابـتداء من حـد الـشـاطئ الـذي تـبـلـغه الأمـواج في أعـلى مـسـتـواها خلال السـنـة وفي الظـروف الجـوية الـعـادية، وتـعـد مسـاحة الـشــاطـئ الــتـي تـغــطـيهـا الأمـواج على هـذا الـنحـو جزءا لا يتجزأ من الأملاك العمومية البحرية الطبيعية.
و يثبت الوالي المختص إقليميا بقرار هذا الحد بعد إجراء معاينة علنية.
وكانت مصالح دائرة شرشال قد عوّلت في وقت سابق على محاربة الانتشار الفوضوي للبناء على حاشية حي 648 مسكن بسيدي لمغيث، قبل اعماره من طرف المستفيدين منه، حيث كانت الفوضى في بداياتها، الا أنّها تماطلت ثم تراجعت لصالح الفوضى، كما انها غضّت بصرها عن الجهة الشرقية سواء على الشاطئ او في أعالي برج الغولة (جنوب القرية).. لتصنع ذات المصالح واقعا جديدا يرهن مستقبل العقار، وتحويله بطريقة فوضوية غير قانونية عن طبيعته الغابية أو الفلاحية، ما يلزم التساؤل، أيضا، عن دور المصالح المالكة للعقار (محافظة الغابات ومديرية المصالح الفلاحية) في الرقابة وحماية ممتلكاتهما.
وتبقى ظاهرة احتلال شاطئ المدخل الشرقي للمدينة من أخطر الاعتداءات على العقار، ليس لكونه غير قابل للتعمير باي شكل من الأشكال، بل لأنّه تحوّل إلى ظاهرة تمسّ حتى بحقّ السكان والمواطنين في استغلال الشواطئ. كما ستعقّد وضع الجهة الغربية لميناء الوسط لشرشال بالحمدانية، والذي سيحتاج إلى أفق واسع في كلّ المجالات. فهل سيتدارك والي تيبازة أبو بكر الصديق بوستة وضعا تداول على السكوت عليه العديد من ممثّليه على مستوى هذه الدائرة..؟؟؟
حسان خروبي