أعلنت عنه من مدرسة الصيد البحري بشرشال هذا الخميس 24 جانفي: المحافظة الوطنية للساحل بتيبازة تطلق مشروعها “من أجل أعماق بحرية من دون بلاستيك”

أطلقت المحافظة الوطنية للساحل بولاية تيبازة نهار هذا الخميس 24 جانفي مشروعا آخر، في إطار الدفاع عن البيئة البحرية والمحيط وبشعار “من أجل أعماق بحرية من دون بلاستيك”، في حدث احتضنته مدرسة الصيد البحري بشرشال، وحضرته مختلف الوجوه المعنية بالموضوع ممثلة في مديرها “صالح وحيد”، رئيسة المحافظة الوطنية للساحل بتيبازة “ابتسام آيت حمودة” رفقة إطارات المحافظة، مديرة دار البيئة، نائب رئيس البلدية “خالد عبدي”، ممثلة عن مصالح حراس السواحل، ممثل مؤسسة تسيير الموانئ EGPP وغواصون ومستعملو البحر، وسط أجواء غاب عنها الصيادون بشكل ملحوظ إلا أن القائمين على هذا المشروع، مسطرين هدف الوصول إليهم وتوعيتهم بكل من مينائي بوهارون وشرشال.
“أعماق بحار من دون بلاستيك”…مشروع تجاوز فكرة التأسيس على لسان أحد الصيادين، الى حقيقة التجسيد بأياد المحافظة الوطنية للساحل بولاية تيبازة، لتختار مدرسة الصيد البحري بشرشال انطلاقته رسميا وفي غضون 5 أشهر كاملة، ستعرف عديد النشاطات والحملات التحسيسية عبر مينائي بوهارون وشرشال بالدرجة الأولى، أين أعرب مدير المدرسة “صالح وحيد” عن سعادته البالغة بهذه المبادرة في كلمة ألقاها بالمناسبة، ممنيا النفس بنجاحها الباهر وانطلاقة مثالية للمشروع وفق خطة عمل مدروسة، تتخللها محاضرات ولقاءات مع متربصي وطلبة المدرسة، أما رئيسة المحافظة الوطنية للساحل بتيبازة “ابتسام آيت حمودة”، فشكرت إدارة المدرسة على التسهيلات من خلال احتضانها لمجمل النشاطات الرامية للحفاظ على الطبيعة البحرية ومكوّناتها.
من البلاستيك إلى الميكروبلاستيك وصحة الإنسان والموارد البيولوجية في خطر
كشف اللقاء الذي احتضنته مدرسة الصيد البحري بشرشال نهار هذا الخميس، على أن صحة الإنسان مهددة كذلك بتهديد الموارد البيولوجية في البحر، عبر نفايات البلاستيك ومنه الميكروبلاستيك وبدرجة أكثر خطورة، أودية عشوائية تفيض بكمها الهائل من القمامة والأوساخ، وتحتاج إلى حلول ميدانية تعالج الموضوع انطلاقا من المصدر، وهي النقطة التي تمت مناقشتها وطرحها بقوة بالمناسبة، بالنظر لسواحلنا المتحوّلة في السنوات الأخيرة إلى مفرغة عمومية للنفايات، ناهيك عن افتقاد المصطافين للثقافة البيئية عبر الرمي العشوائي للقمامة بالشاطئ، إضافة للتجاوزات لتي تحدث بعرض البحر خلسة أعين الرقابة، وبأياد تشتغل بطريقة رهيبة على حساب الموارد البيولوجية، فكل المؤشرات والمعطيات تؤكد على لسان الصيادين، أنها تناقصت بشكل ملحوظ مادامت الشباك تصطاد النفايات بنسبة 80% بدل الأسماك (20%)، وهو ما أكده احد الأساتذة المتقاعدين بالمجال وأفاد بخبرته وتجربته من خلال الاحتكاك بأصحاب المهنة.
المحافظة الوطنية للساحل ترفع التحدي من أجل أعماق بحرية بدون بلاستيك ولكن…
بإطلاقها لمشروع “من اجل أعماق بحرية من دون بلاستيك”، تكون المحافظة الوطنية للساحل بولاية تيبازة، تحت إشراف الوجه النشط مؤخرا في ميادين البيئة البحرية ورئيسة المحافظة “ابتسام آيت حمودة”، تكون قد رفعت التحدي وفق برنامج هام سطرته لإنجاح مشروعها الطموح، وبإشراك مختلف الفاعلين والشركاء أبرزهم وزارة البيئة والطاقات المتجددة وكذا سفارة كندا بالجزائر، بالتنسيق مع السلطات المحلية ومستعملي البحر من صيادين وغواصين والجمعيات النشطة بالمنطقة، مرورا بطلبة مدرسة الصيد البحري، وبتغطية إعلامية لنشر ثقافة الحفاظ على الموارد البيولوجية بأعماق البحار، كمشروع سيكون فيه الصياد وطاقم السفينة المستهدف الأبرز، خاصة إذا استجاب لأهم بنوده وإخراج النفايات العالقة بالشباك مع كل عملية صيد يقوم بها، عوض رميها بعرض البحر والاكتفاء بإدخال المنتجات السمكية، خطة مهمّة ستحقق نجاحها مع مرور الوقت أن التف حولها صيادو مينائي بوهارون وشرشال.
الطبيعة البحرية تستغيث والمشروع فرصة للتصالح معها
نقاش أكاديمي علمي ميز حدث إطلاق مشروع “من أجل أعماق بحرية من دون بلاستيك” عن المحافظة الوطنية للساحل، اشرف عليه المدعوون بالمناسبة من أهل الاختصاص والمعنيين بالفكرة، على غرار ممثل مؤسسة تسيير الموانئ EGPP، الذي رحب كثيرا بالمبادرة ونوّه بالمصدر الرئيسي للنفايات “الأودية”، ودعا لضرورة النظر في كيفية إيقاف مدها نحو السواحل خاصة بدائرة شرشال، وما أثرى الموضوع هي التدخلات المهمة التي قامت بها كل من مديرة دار البيئة بتيبازة وممثلة حراس السواحل، فبين الصبر والمثابرة للوصول الى الأهداف المنشودة، وبين استغلال تكنلوجيات الإعلام والاتصال شبكات التواصل الاجتماعي لنشر ثقافة الحفاظ على الطبيعة البحرية “شرشال نيوز أنموذج بالنسبة لمصالح حراس السواحل” في هذا الجانب، فيما شدّد مدير مدرسة الصيد البحري “وحيد صالح” على ضرورة التعاون جميعا من أجل إنجاح واحد من المشاريع الطموحة بسواحلنا، وإشراك طلبته بالمدرسة في الخرجات التي ستنظم بسواحل المنطقة خلال أيام، وذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية لتوفير مختلف الإمكانيات لرفع النفايات البلاستيكية، كدرس تطبيقي ميداني لهؤلاء سيسمح لهم بأخذ ولو صورة أخطارها تجاه الثروة السمكية.
خمسة أشهر كاملة ستكون الأعماق البحرية خطا احمر بالنسبة للمحافظة الوطنية للساحل، تحت إشراف وزارة البيئة والطاقات المتجددة وسفارة كندا بالجزائر، لتغيير السلوكيات الخاطئة تجاه الطبيعة الزرقاء وتحسيس الصيادين بضرورة العمل يدا واحدة لإخراج النفايات العالقة بالشباك، والتنسيق مع مصالح الـ EGPP لوضعها في مكانها المخصص، أين ستكون هناك ورشات عمل مع عديد الفاعلين والشركاء، وحصص في الغوص البحري، على أن يختتم المشروع بمعرض لأغرب النفايات المحصّل عليها لكشف حقيقة ساحل يكوى بنيران صديقة، مشروع يستحق أن يلتف حوله الجميع صيادين كانوا أو جمعيات و غواصين أو حتى المصطافين، مادامت الثروة السمكية والموارد البيولوجية مهدّدة بالانقراض، بل تشتكي استهدافها برا وبحرا…بما كسبت أيدي الناس.
سيدعلي هرواس