ANEP: PN2500008

أستاذة تُحال على مجلس التأديب بسبب نتائج تلميذة ضعيفة !!: أولياء التلاميذ وأسرة مدرسة محمد مزغراني بشرشال يرفضون الإجراء ويناشدون مديرة التربية التدخّل لردّ الاعتبار

تحرّك أولياء تلاميذ مدرسة محمد مزغراني بشرشال من أجل شنّ حركة تضامن واسعة مع الأستاذة ع.نادية التي أُحيلت على مجلس التأديب بمديرية التربية لولاية تيبازة دون اتّخاذ أيّة إجراءات مسبقة، حيث لم تتلق منذ مسارها المهني أيّ انذار ولو شفويا، كما لم تخضع لأيّ تحقيق مسبق لمعرفة خلفيات القضية التي أثّرت بشكل كبير على السير الحسن للمدرسة، فإلى جانب الأولياء عبّرت الأسرة التربوية للمدرسة من معلمين وإداريين على مساندتهم للأستاذة ع.نادية، التي لم تقترف أيّ ذنب يستحق الإحالة على لجنة التأديب بإجماع كل الأطراف بما في ذلك تلاميذ المدرسة، حيث يشهد الكلّ بنزاهة الأستاذة ومثابرتها وحسن سيرتها.

تعود حيثيات القضية التي دفعت بمديرية التربية لإحالة الأستاذة على مجلس التأديب إلى رسوب تلميذة التحقت بالمدرسة خلال الموسم الدراسي السابق بمعدل لا يتعدّى 3/20 وبمعدلات أضعف في مادتي اللغة العربية والرياضيات (1.83 و 2.41 على التوالي) ما جعل ولية التلميذة تثور ضد نتائج ابنتها للثلاثي الثاني من العام الجاري، متّهمة الأستاذة ع. نادية بالتقصير ومشكّكة في قدراتها ونزاهتها، إلى أن ذهبت باتهامها بتهم أخلاقية، وحسب رسالة تحمل أكثر من 50  توقيع لأولياء التلاميذ وجّهتها الأستاذة المعنية إلى مديرة التربية صورية طلحي فإنّ ولية التلميذة التي أثارت القضية دون وجه حقّ قد اقتحمت المدرسة سبا، وتهجّمت على الأستاذة عدة مرات مهدّدة إياها “باللجوء إلى سلطة معارفها لقطع رزقها” حسب ذات الرسالة التي تحوز شرشال نيوز على نسخة منها، كما تضيف أنّ ولية التلميذة المعنية حاولت إلفاق تهمة الضرب بالأستاذة إذ نسبت بعض الخدوش على جبين ابنتها إلى اعتداءات قامت بها الأستاذة غير أنّ مديرة المدرسة كانت قد دوّنت تقريرا منذ دخول التلميذة وهي تحمل خدوشا على جبهتها ما يؤكّد أنّ الخدوش وقعت خارج المدرسة ويجعل هذه التهمة مجرد تلفيق أجمعت الأسرة التربوية على براءة الأستاذة منها.

مصلحة المنازعات بمديرية التربية استدعت الأستاذة لمجلس التأديب بناء على تصريحات ولية التلميذة، رغم اطّلاع مفتش الإدارة على علامات التلميذة واطّلاعه على الوضع بعد حضوره إلى المدرسة، الأمر الذي رفضته الأسرة التربوية من معلمين وأولياء تلاميذ الذين ذهب بعضهم إلى التهديد بمنع أبنائهم من دخول المدرسة احتجاجا على هذا الإجراء الذي اعتبروه مجحفا ومن شأنه التأثير على مردود الأستاذة التي شهدوا لها بالكفاءة والالتزام وحسن معاملتها لأبنائهم الذين أعربوا بدورهم عن تعلّقهم بالأستاذة ع. نادية. ما جعل الأولياء يطالبون مديرة التربية لولاية تيبازة بإبطال هذا الإجراء الذي لم يؤسّس على أية أدلّة حقيقية، وعدم الانسياق وراء مواقف منعزلة وتصريحات لا أساس لها من الصحة.

ظاهرة محاولة إسقاط فشل بعض التلاميذ على الأساتذة وأحيانا على إدارة المؤسسات التربوية تتكرّر بشكل لافت لدى بعض الأولياء، الذين لا يحاولون فهم حالة أبنائهم والبحث عن الأسباب الحقيقية لضعف مردودهم التربوي، كما يضع بعض الأولياء -في أفعال منعزلة- أبناءهم المتمدرسين كآداة لتصفية حسابات لا علاقة لهم بها، فمنهم من يصل إلى الدخول في ألاعيب قذرة من خلال تغليط الأطباء للحصول على شهادة طبية تُفيد أنّ أبناءهم تعرضوا للعنف المدرسي، ومن ثمّة رفع دعاوى قضائية بشهادات الزور، ومنهم من يذهب إلى محاولة توريط الوصاية و هيئات أخرى كالهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة لمجرد خلافات بسيطة لا تمتّ بصلة للحقيقة ولا للعملية التربوية.

حسان خ